قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) : جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ، وَالْفِعْلُ الْمُضَارِعُ يُبْنَى مَعَ نُونَيِ التَّوْكِيدِ، وَحُرِّكَتِ الْوَاوُ بِالْفَتْحَةِ لِخِفَّتِهَا. (مِنَ الْخَوْفِ) : فِي مَوْضِعِ جَرٍّ صِفَةٌ لِشَيْءٍ.
(مِنَ الْأَمْوَالِ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ صِفَةٌ لِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ: وَنَقَصَ شَيْئًا مِنَ الْأَمْوَالِ ; لِأَنَّ النَّقْصَ مَصْدَرُ نَقَصْتُ، وَهُوَ مُتَعَدٍّ إِلَى مَفْعُولٍ، وَقَدْ حُذِفَ الْمَفْعُولُ.
وَيَجُوزُ عِنْدَ الْأَخْفَشِ أَنْ تَكُونَ (مِنْ) : زَائِدَةً، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِنْ صِفَةً لِنَقْصٍ، وَتَكُونَ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ ; أَيْ نَقْصٍ نَاشِئٍ مِنَ الْأَمْوَالِ.
قَالَ تَعَالَى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ صِفَةٌ لِلصَّابِرِينَ، أَوْ بِإِضْمَارِ أَعْنِي، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً وَ «أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ» خَبَرُهُ، وَإِذَا وَجَوَابُهَا صِلَةُ الَّذِينَ.
(إِنَّا لِلَّهِ) : الْجُمْهُورُ عَلَى تَفْخِيمِ الْأَلِفِ فِي إِنَّا، وَقَدْ أَمَالَهَا بَعْضُهُمْ لِكَثْرَةِ مَا يُنْطَقُ بِهَذَا الْكَلَامِ، وَلَيْسَ بِقِيَاسٍ ; لِأَنَّ الْأَلِفَ مِنَ الضَّمِيرِ الَّذِي هُوَ «نَا» وَلَيْسَتْ مُنْقَلِبَةً وَلَا فِي حُكْمِ الْمُنْقَلِبَةِ.
قَالَ تَعَالَى: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أُولَئِكَ) : مُبْتَدَأٌ. وَ (صَلَوَاتٌ) : مُبْتَدَأٌ ثَانٍ. وَ (عَلَيْهِمْ) : خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ الثَّانِي. وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ أُولَئِكَ، وَيَجُوزُ أَنْ تَرْفَعَ صَلَوَاتٍ بِالْجَارِّ ; لِأَنَّهُ قَدْ قَوِيَ بِوُقُوعِهِ خَبَرًا، وَمِثْلُهُ (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ) [الْبَقَرَةِ: ١٦١] . (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) : هُمْ مُبْتَدَأٌ أَوْ تَوْكِيدٌ أَوْ فَصْلٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute