للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (١٠٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (شِقْوَتُنَا) : يُقْرَأُ بِالْكَسْرِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَبِالْفَتْحِ مَعَ الْأَلِفِ، وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ.

قَالَ تَعَالَى: (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (سِخْرِيًّا) : هُوَ مَفْعُولٌ ثَانٍ، وَالْكَسْرُ وَالضَّمُّ لُغَتَانِ ; وَقِيلَ: الْكَسْرُ بِمَعْنَى الْهَزْلِ، وَالضَّمُّ بِمَعْنَى الْإِذْلَالِ مِنَ التَّسْخِيرِ، وَقِيلَ: بِعَكْسِ ذَلِكَ.

قَالَ تَعَالَى: (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (١١١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنَّهُمْ) : يُقْرَأُ بِالْفَتْحِ عَلَى أَنَّ الْجُمْلَةَ فِي مَوْضِعِ مَفْعُولٍ ثَانٍ ; لِأَنَّ «جَزَى» يَتَعَدَّى إِلَى اثْنَيْنِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً) [الْإِنْسَانِ: ١٢] .

وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ ; وَهُوَ أَنْ يَكُونَ عَلَى تَقْدِيرِ: لِأَنَّهُمْ أَوْ بِأَنَّهُمْ ; أَيْ جَزَاهُمْ بِالْفَوْزِ عَلَى صَبْرِهِمْ. وَيُقْرَأُ بِالْكَسْرِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ.

قَالَ تَعَالَى: (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (١١٢) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (١١٣) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١٤) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (١١٥))

قَوْلُهُ تَعَالَى: (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ) : يُقْرَأُ عَلَى لَفْظِ الْمَاضِي ; أَيْ قَالَ السَّائِلُ لَهُمْ.

وَعَلَى لَفْظِ الْأَمْرِ ; أَيْ يَقُولُ اللَّهُ لِلسَّائِلِ: قُلْ لَهُمْ.

وَ (كَمْ) : ظَرْفٌ لَلَبِثْتُمْ ; أَيْ كَمْ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا.

وَ (عَدَدَ) : بَدَلٌ مِنْ «كَمْ» وَيُقْرَأُ شَاذًّا عَدَدًا، بِالتَّنْوِينِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>