وَقُرِئَ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ النُّونِ. وَهُوَ سَهْوٌ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ فِي الْأَسْمَاءِ، بَلْ فِي الْمَصَادِرِ وَالْأَفْعَالِ.
قَالَ تَعَالَى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٥٦)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِيهِنَّ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ لِمَنَازِلِ الْجَنَّتَيْنِ، وَأَنْ يَكُونَ لِلْفُرُشِ؛ أَيْ عَلَيْهِنَّ، وَأُفْرِدَ الظَّرْفُ؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ. وَ (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ) : وَصْفٌ لِقَاصِرَاتِ؛ لِأَنَّ الْإِضَافَةَ غَيْرُ مَحْضَةٍ، وَكَذَلِكَ «كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ» .
قَالَ تَعَالَى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (٦٠)) .
وَ (الْإِحْسَانِ) : خَبَرُ جَزَاءُ، وَدَخَلَتْ إِلَّا عَلَى الْمَعْنَى.
قَالَ تَعَالَى: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧١) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (خَيْرَاتٌ) : هُوَ جَمْعُ خَيْرَةٍ، يُقَالُ: امْرَأَةٌ خَيْرَةٌ. وَقُرِئَ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ. وَ (حُورٌ) : بَدَلٌ مِنْ «خَيْرَاتٌ» . وَقِيلَ: الْخَبَرُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ فِيهِنَّ حُورٌ.
قَالَ تَعَالَى: (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (٧٦)) .
وَ (مُتَّكِئِينَ) : حَالٌ، وَصَاحِبُ الْحَالِ مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ الضَّمِيرُ فِي «قَبْلَهُمْ» .
وَ (رَفْرَفٍ) : فِي مَعْنَى الْجَمْعِ؛ فَلِذَلِكَ وُصِفَ بِـ «خُضْرٍ» وَقُرِئَ رَفْرَافٍ، وَكَذَلِكَ «عَبْقَرِيٍّ» .
قَالَ تَعَالَى: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٧٨)) .
وَ (ذِي الْجَلَالِ) : نَعْتٌ لِرَبِّكَ؛ وَهُوَ أَقْوَى مِنَ الرَّفْعِ؛ لِأَنَّ الِاسْمَ لَا يُوصَفُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute