للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) (٨٥) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُقِيتًا) : الْيَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، وَهُوَ مُفْعِلٌ مِنَ الْقُوتِ.

قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) (٨٦) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِتَحِيَّةٍ) : أَصْلُهَا تَحْيِيَةٌ، وَهِيَ تَفْعِلَةٌ مِنْ حَيَيْتُ فَنُقِلَتْ حَرَكَةُ الْيَاءِ إِلَى الْحَاءِ ثُمَّ أُدْغِمَتْ. وَ (حَيُّوا) : أَصْلُهَا حَيَيُوا، ثُمَّ حُذِفَتِ الْيَاءُ عَلَى مَا ذُكِرَ فِي مَوَاضِعَ. (بِأَحْسَنَ) : أَيْ: بِتَحِيَّةٍ أَحْسَنَ. (أَوْ رُدُّوهَا) : أَيْ: رُدُّوا مِثْلَهَا، فَحُذِفَ الْمُضَافُ.

قَالَ تَعَالَى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) (٨٧) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) : قَدْ ذُكِرَ فِي آيَةِ الْكُرْسِيِّ. (لَيَجْمَعَنَّكُمْ) : جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا لَا مَوْضِعَ لَهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا آخَرَ لِلْمُبْتَدَأِ. (إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) : قِيلَ: التَّقْدِيرُ: فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقِيلَ: هِيَ عَلَى بَابِهَا؛ أَيْ: لَيَجْمَعَنَّكُمْ فِي الْقُبُورِ، أَوْ مِنَ الْقُبُورِ فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا؛ أَيْ: يَجْمَعَنَّكُمْ مُفْضِينَ إِلَى حِسَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. (لَا رَيْبَ فِيهِ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالْهَاءُ تَعُودُ عَلَى الْيَوْمِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونُ صِفَةً لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: جَمْعًا لَا رَيْبَ فِيهِ، وَالْهَاءُ تَعُودُ عَلَى الْجَمْعِ، وَ (حَدِيثًا) : تَمْيِيزٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>