للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (٢١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَيْفَ) : مَنْصُوبٌ بِـ «فَضَّلْنَا» عَلَى الْحَالِ، أَوْ عَلَى الظَّرْفِ.

قَالَ تَعَالَى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَلَّا تَعْبُدُوا) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ «أَنْ» بِمَعْنَى أَيْ ; وَهِيَ مُفَسِّرَةٌ لِمَعْنَى قَضَى، «وَلَا» : نَهْيٌ.

وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ ; أَيْ أَلْزَمَ رَبُّكَ عِبَادَتَهُ، وَ «لَا» زَائِدَةٌ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «قَضَى» بِمَعْنَى أَمَرَ، وَيَكُونُ التَّقْدِيرُ: بِأَنْ لَا تَعْبُدُوا.

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) : قَدْ ذُكِرَ فِي الْبَقَرَةِ.

(إِمَّا يَبْلُغَنَّ) : إِنْ شَرْطِيَّةٌ، وَمَا زَائِدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ، وَيَبْلُغَنَّ هُوَ فِعْلُ الشَّرْطِ، وَالْجَزَاءُ: «فَلَا تَقُلْ» .

وَيُقْرَأُ «يَبْلُغَانِ» وَالْأَلِفُ فَاعِلٌ.

وَ (أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا) : بَدَلٌ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: هُوَ تَوْكِيدٌ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمَا مَرْفُوعًا بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ إِنْ بَلَغَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا ; وَفَائِدَتُهُ التَّوْكِيدُ أَيْضًا.

وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْأَلِفُ حَرْفًا لِلتَّثْنِيَةِ، وَالْفَاعِلُ أَحَدُهُمَا.

(أُفٍّ) : اسْمٌ لِلْفِعْلِ، وَمَعْنَاهُ التَّضَجُّرُ وَالْكَرَاهِيَةُ. وَالْمَعْنَى: لَا تَقُلْ لَهُمَا: كُفَّا، أَوِ اتْرُكَا.

وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لِلْجُمْلَةِ الْخَبَرِيَّةِ ; أَيْ كَرِهْتُ، أَوْ ضَجِرْتُ مِنْ مُدَارَاتِكُمَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>