للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ: هُوَ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَلَمْ يَجْزِمْهُ لِأَنَّ فِعْلَ الشَّرْطِ مَاضٍ.

قَالَ تَعَالَى: (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (٩٠)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (حَتَّى تَفْجُرَ) : يُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ عَلَى التَّكْثِيرِ. وَبِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّ الْجِيمِ وَالتَّخْفِيفِ.

وَالْيَاءُ

فِي

«يَنْبُوعًا

» زَائِدَةٌ ; لِأَنَّهُ مِنْ نَبَعَ، فَهُوَ مِثْلَ يَعْبُوبٍ مِنْ عَبَّ.

قَالَ تَعَالَى: (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (٩٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (كِسَفًا) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَهُوَ جَمْعُ كِسْفَةٍ، مِثْلَ قِرْبَةٍ وَقِرَبٍ. وَبِسُكُونِهَا وَفِيهِ وَجْهَانِ:

أَحَدُهُمَا: هُوَ مُخَفَّفٌ مِنَ الْمَفْتُوحَةِ، أَوْ مِثْلَ سِدْرَةٍ وَسِدْرٍ. وَالثَّانِي: هُوَ وَاحِدٌ عَلَى فِعْلٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَانْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَمْ يُؤَنِّثْهُ لِأَنَّ تَأْنِيثَ السَّمَاءِ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ ; أَوْ لِأَنَّ السَّمَاءَ بِمَعْنَى السَّقْفِ. وَالْكَافُ فِي (كَمَا) صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ إِسْقَاطًا مِثْلَ مَزْعُومِكَ. وَ (قَبِيلًا) : حَالٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، أَوْ مِنَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ. (نَقْرَؤُهُ) : صِفَةٌ لِكِتَابٍ، أَوْ حَالٌ مِنَ الْمَجْرُورِ. (قُلْ) : عَلَى الْأَمْرِ، وَقَالَ عَلَى الْحِكَايَةِ عَنْهُ.

قَالَ تَعَالَى: (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (٩٤))

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنْ يُؤْمِنُوا) : مَفْعُولُ مَنَعَ. وَ «أَنْ قَالُوا» فَاعِلُهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>