للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا) : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى مُنَافِقُونَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً، وَاعْتَرَفُوا صِفَتَهُ؛ وَ «خَلَطُوا» خَبَرَهُ.

(وَآخَرَ سَيِّئًا) : مَعْطُوفٌ عَلَى «عَمَلًا» وَلَوْ كَانَ بِالْبَاءِ جَازَ أَنْ تَقُولَ خَلَطْتُ الْحِنْطَةَ وَالشَّعِيرَ، وَخَلَطْتُ الْحِنْطَةَ بِالشَّعِيرِ.

(عَسَى اللَّهُ) : الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ؛ وَقِيلَ: خَلَطُوا حَالٌ وَقَدْ مَعَهُ مُرَادَةٌ؛ أَيِ: اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ قَدْ خَلَطُوا، «وَعَسَى اللَّهُ» خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ.

قَالَ تَعَالَى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١٠٣) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ «مِنْ» مُتَعَلِّقَةً بِخُذْ، وَأَنْ تَكُونَ حَالًا مِنْ «صَدَقَةً» .

(تُطَهِّرُهُمْ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ صِفَةً لِصَدَقَةٍ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا، وَالتَّاءُ لِلْخِطَابِ؛ أَيْ: تُطَهِّرُهُمْ أَنْتَ.

(وَتُزَكِّيهِمْ) : التَّاءُ لِلْخَطَابِ لَا غَيْرَ لِقَوْلِهِ: «بِهَا» ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا» فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ صِفَةً لِصَدَقَةٍ مَعَ قَوْلِنَا إِنَّ التَّاءَ فِيهِمَا لِلْخِطَابِ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ: «تُطَهِّرُهُمْ» تَقْدِيرُهُ: بِهَا، وَدَلَّ عَلَيْهِ «بِهَا» الثَّانِيَةُ، وَإِذَا كَانَ فِيهِمَا ضَمِيرُ الصَّدَقَةِ، جَازَ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لَهَا.

وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْجُمْلَةُ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي «خُذْ» .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّ صَلَاتَكَ) : يُقْرَأُ بِالْإِفْرَادِ، وَالْجَمْعِ، وَهُمَا ظَاهِرَانِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>