قَالَ تَعَالَى: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (٨٥) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (٨٦)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِذْ جَاءَ) : أَيِ اذْكُرْ إِذْ جَاءَ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا الْعَامِلُ فِيهِ (مِنْ شِيعَتِهِ) .
وَ (إِذْ قَالَ) : بَدَلٌ مِنْ إِذِ الْأُولَى؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِسَلِيمٍ، أَوْ لِجَاءَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَاذَا تَعْبُدُونَ) : هُوَ مِثْلُ «مَاذَا تُنْفِقُونَ» . وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْبَقَرَةِ.
(أَئِفْكًا) : هُوَ مَنْصُوبٌ بِـ «تُرِيدُونَ» وَ «آلِهَةً» بَدَلٌ مِنْهُ، وَالتَّقْدِيرُ: وَعِبَادَةُ آلِهَةٍ؛ لِأَنَّ الْإِفْكَ مَصْدَرٌ فَيُقَدَّرُ الْبَدَلُ مِنْهُ كَذَلِكَ، وَالْمَعْنَى: عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: «إِفْكًا» مَفْعُولٌ لَهُ، وَ «آلِهَةً» مَفْعُولُ تُرِيدُونَ.
قَالَ تَعَالَى: (فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (٩٣) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (٩٤)) .
(ضَرْبًا) : مَصْدَرٌ مِنْ «فَرَاغَ» لِأَنَّ مَعْنَاهُ ضُرِبَ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ.
وَ (يَزِفُّونَ) بِالتَّشْدِيدِ وَالْكَسْرِ مَعَ فَتْحِ الْيَاءِ، وَيُقْرَأُ بِضَمِّهَا؛ وَهُمَا لُغَتَانِ.
وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الزَّايِ وَالتَّخْفِيفِ، وَمَاضِيهِ وَزَفَ مِثْلُ وَعَدَ، وَمَعْنَى الْمُشَدَّدِ وَالْمُخَفَّفِ: الْإِسْرَاعُ.
قَالَ تَعَالَى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (٩٦) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (٩٧)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَا تَعْمَلُونَ) : هِيَ مَصْدَرِيَّةٌ. وَقِيلَ: بِمَعْنَى الَّذِي وَقِيلَ: نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ. وَقِيلَ: اسْتِفْهَامِيَّةٌ عَلَى التَّحْقِيرِ لِعَمَلِهِمْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute