سُورَةُ التَّكْوِيرِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِذَا الشَّمْسُ) : أَيْ إِذَا كُوِّرَتِ الشَّمْسُ، وَجَوَابُ إِذَا: (عَلِمَتْ نَفْسٌ) [التَّكْوِيرِ: ١٤] .
قَالَ تَعَالَى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (١٦)) .
وَ (الْجَوَارِي) : صِفَةٌ لِلْخُنَّسِ.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِرَسُولٍ، وَأَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِمَكِينٍ. وَ (ثَمَّ) : مَعْمُولُ مُطَاعٍ. وَقُرِئَ بِضَمِّ الثَّاءِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤)) .
وَالْهَاءُ فِي «رَآهُ» لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَ (بِظَنِينٍ بِالظَّاءِ) أَيْ بِمُتَّهَمٍ؛ وَبِالضَّادِ؛ أَيْ بِبَخِيلٍ. وَ «عَلَى» تَتَعَلَّقُ بِهِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ.
قَالَ تَعَالَى: (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٩)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) أَيْ إِلَى أَيْنَ، فَحُذِفَ حَرْفُ الْجَرِّ، كَمَا قَالُوا: ذَهَبْتُ الشَّامَ. وَيَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْمَعْنَى؛ كَأَنَّهُ قَالَ: أَيْنَ تُؤْمِنُونَ.
وَ (لِمَنْ شَاءَ) : بَدَلٌ بِإِعَادَةِ الْجَارِّ. وَ (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) أَيْ إِلَّا وَقْتَ مَشِيئَتِهِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.