للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (١٠٤)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَفِيفًا) : حَالٌ بِمَعْنَى جَمِيعًا.

وَقِيلَ: هُوَ مَصْدَرٌ كَالنَّذِيرِ وَالنَّكِيرِ ; أَيْ مُجْتَمِعِينَ.

قَالَ تَعَالَى: (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (١٠٥)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ) : أَيْ وَبِسَبَبِ إِقَامَةِ الْحَقِّ ; فَتَكُونُ الْبَاءُ مُتَعَلِّقَةً بِأَنْزَلْنَا.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا ; أَيْ أَنْزَلْنَاهُ وَمَعَهُ الْحَقُّ، أَوْ فِيهِ الْحَقُّ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْفَاعِلِ ; أَيْ أَنْزَلْنَاهُ وَمَعَنَا الْحَقُّ.

وَ (بِالْحَقِّ نَزَلَ) : فِيهِ الْوَجْهَانِ الْأَوَّلَانِ دُونَ الثَّالِثِ ; لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ ضَمِيرٌ لِغَيْرِ الْقُرْآنِ.

قَالَ تَعَالَى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (١٠٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَقُرْآنًا) : أَيْ وَآتَيْنَاكَ قُرْآنًا، دَلَّ عَلَى ذَلِكَ: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ) : [الْإِسْرَاءِ: ١٠٥] فَعَلَى هَذَا «فَرَقْنَاهُ» فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْوَصْفِ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: وَفَرَقْنَا قُرْآنًا ; وَفَرَقْنَاهُ تَفْسِيرٌ لَا مَوْضِعَ لَهُ، وَفَرَّقْنَا ; أَيْ فِي أَزْمِنَةٍ ; وَبِالتَّخْفِيفِ ; أَيْ شَرَحْنَاهُ.

(عَلَى مُكْثٍ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ; أَيْ مُتَمَكِّثًا. وَالْمُكْثُ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ: لُغَتَانِ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: كَسْرُ الْمِيمِ.

قَالَ تَعَالَى: (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (١٠٩)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِلْأَذْقَانِ) : فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ ; أَحَدُهَا: هِيَ حَالٌ، تَقْدِيرُهُ: سَاجِدِينَ لِلْأَذْقَانِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>