للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سُورَةُ الْحُجُرَاتِ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَا تُقَدِّمُوا) : الْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ لَا تُقَدِّمُوا مَا لَا يَصْلُحُ.

وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالدَّالِ؛ أَيْ تَتَقَدَّمُوا.

قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنْ تَحْبَطَ) : أَيْ مَخَافَةَ أَنْ تَحْبَطَ، أَوْ لِأَنْ تَحْبَطَ، عَلَى أَنْ تَكُونَ اللَّامُ لِلْعَاقِبَةِ. وَقِيلَ: لِئَلَّا تَحْبَطَ.

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أُولَئِكَ) : هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَ «الَّذِينَ امْتَحَنَ» : خَبَرُهُ. وَ (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) : جُمْلَةٌ أُخْرَى.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «الَّذِينَ امْتَحَنَ» صِفَةً لِأُولَئِكَ، وَ «لَهُمْ مَغْفِرَةٌ» الْخَبَرُ، وَالْجَمِيعُ خَبَرُ إِنَّ.

قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنْ تُصِيبُوا) : هُوَ مِثْلُ: «أَنْ تَحْبَطَ» .

قَالَ تَعَالَى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>