وَالْوَجْهُ أَنْ تَكُونَ «أَنَّ» خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: فَشَأْنُهُ أَنَّهُ غَفُورٌ لَهُ، أَوْ يَكُونُ الْمَحْذُوفُ ظَرْفًا؛ أَيْ: عَلَيْهِ أَنَّهُ، فَتَكُونُ أَنَّ إِمَّا مُبْتَدَأً، وَإِمَّا فَاعِلًا.
قَالَ تَعَالَى: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) (٥٥) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَكَذَلِكَ) : الْكَافُ وَصْفٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: نُفَصِّلُ الْآيَاتِ تَفْصِيلًا
مِثْلُ ذَلِكَ: «وَلِيَسْتَبِينَ» : يُقْرَأُ بِالْيَاءِ، وَ «سَبِيلُ» فَاعِلٌ؛ أَيْ: «يَتَبَيَّنَ» ، وَذَكَرَ السَّبِيلَ، وَهُوَ لُغَةٌ فِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا) [الْأَعْرَافِ: ١٤٦] .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْقِرَاءَةُ بِالْيَاءِ عَلَى أَنَّ تَأْنِيثَ السَّبِيلِ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ.
وَيُقْرَأُ بِالتَّاءِ، وَالسَّبِيلُ فَاعِلٌ مُؤَنَّثٌ، وَهُوَ لُغَةٌ فِيهِ، وَمِنْهُ (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي) [يُوسُفَ: ١٠٨] .
وَيُقْرَأُ بِنَصْبِ السَّبِيلِ، وَالْفَاعِلُ الْمُخَاطَبُ، وَاللَّامُ تَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ؛ أَيْ: لِتَسْتَبِينَ فَصَّلْنَا.
قَالَ تَعَالَى: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ) (٥٧) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَكَذَّبْتُمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا، وَقَدْ مَعَهُ مُرَادَةٌ، وَالْهَاءُ فِي «بِهِ» يَعُودُ عَلَى رَبِّي.
وَيَجُوزُ أَنْ تَعُودَ عَلَى مَعْنَى الْبَيِّنَةِ؛ لِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الْبُرْهَانِ، وَالدَّلِيلِ.
(يَقْضِي الْحَقَّ) : يُقْرَأُ بِالضَّادِ مِنَ الْقَضَاءِ، وَبِالصَّادِ مِنَ الْقَصَصِ، وَالْأَوَّلُ أَشْبَهُ بِخَاتِمَةِ الْآيَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute