للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيَضْرِبُونَ الْخَبَرُ، وَالْجُمْلَةُ حَالٌ، وَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى الْوَاوِ لِأَجْلِ الضَّمِيرِ؛ أَيْ: يَتَوَفَّاهُمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ، وَيُقْرَأُ بِالتَّاءِ وَالْفَاعِلُ الْمَلَائِكَةُ.

قَالَ تَعَالَى: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (٥٢) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَدَأْبِ) : قَدْ ذُكِرَ فِي آلِ عِمْرَانَ مَا يَصِحُّ مِنْهُ إِعْرَابُ هَذَا الْمَوْضِعِ.

قَالَ تَعَالَى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٥٣) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ؛ تَقْدِيرُهُ: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا، وَبِأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ، وَيُقْرَأُ بِكَسْرِهَا عَلَى الِاسْتِئْنَافِ.

قَالَ تَعَالَى: (الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ) (٥٦) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (الَّذِينَ عَاهَدْتَ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنَ الَّذِينَ الْأُولَى، وَأَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: هُمُ الَّذِينَ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَصْبًا عَلَى إِضْمَارِ أَعْنِي، وَ: مِنْهُمْ حَالٌ مِنَ الْعَائِدِ الْمَحْذُوفِ.

قَالَ تَعَالَى: (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (٥٧) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ) : إِذَا أُكِّدَتْ «إِنِ» الشَّرْطِيَّةُ بِـ «مَا» أُكِّدَ فِعْلُ الشَّرْطِ بِالنُّونِ لِيَتَنَاسَبَ الْمَعْنَى.

<<  <  ج: ص:  >  >>