للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ آخَرُونَ: قَدْ يَكُونُ فِي الْجَنَّةِ زَرْعٌ، وَلَكِنْ بَيْنَ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ. وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: وَنَبَاتُ زَرْعٍ، فَعَطَفَهُ عَلَى الْمَعْنَى.

وَالصِّنْوَانُ: جَمْعُ صِنْوٍ، مِثْلَ قِنْوٍ وَقِنْوَانٍ، وَيُجْمَعُ فِي الْقِلَّةِ عَلَى أَصْنَاءٍ. وَفِيهِ لُغَتَانِ: كَسْرُ الصَّادِ وَضَمُّهَا وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا.

(تُسْقَى) الْجُمْهُورُ عَلَى التَّاءِ، وَالتَّأْنِيثُ لِلْجَمْعِ السَّابِقِ. وَيُقْرَأُ بِالْيَاءِ ; أَيْ يُسْقَى ذَلِكَ.

وَ

(نُفَضِّلُ) : يُقْرَأُ بِالنُّونِ وَالْيَاءِ عَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ، وَبِالْيَاءِ وَفَتْحِ الضَّادِ، وَ «بَعْضُهَا» بِالرَّفْعِ ; وَهُوَ بَيِّنٌ.

(فِي الْأُكُلِ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِنُفَضِّلُ. وَأَنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِمَحْذُوفٍ عَلَى أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ بَعْضِهَا ; أَيْ نُفَضِّلُ بَعْضَهَا مَأْكُولًا ; أَوْ وَفِيهِ الْأُكْلُ.

قَالَ تَعَالَى: (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٥))

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ) : قَوْلُهُمْ: مُبْتَدَأٌ، وَعَجَبٌ: خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.

وَقِيلَ: الْعَجَبُ هُنَا بِمَعْنَى الْمُعْجِبِ ; فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَرْتَفِعَ «قَوْلُهُمْ» بِهِ.

(أَئِذَا كُنَّا) : الْكَلَامُ كُلُّهُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِقَوْلِهِمْ، وَالْعَامِلُ فِي إِذَا فِعْلٌ دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ ; تَقْدِيرُهُ: أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا نُبْعَثُ، وَدَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ بِكُنَّا ; لِأَنَّ «إِذَا» مُضَافَةٌ إِلَيْهِ ; وَلَا بِجَدِيدٍ ; لِأَنَّ مَا بَعْدَ «إِنَّ» لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهَا.

قَالَ تَعَالَى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (٦)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>