المؤمنين، إن الحجاج سيفك الذي لا ينبو، وسهمك الذي لا يطيش، وخادمك الذي لا تأخذه فيك لومة لائم. فلم يكن بعد ذلك على قلب الحجاج أخفّ منه.
وقال رجل آخر: أنت بستان الدنيا، فقال له: وأنت النهر الذي يسقى منه ذلك البستان. وقال رجل لأبي عمرو الزاهد صاحب كتاب الياقوتة في اللغة: أنت والله عين الدنيا، فقال له: وأنت والله نور تلك العين. وقال القاسم بن أمية بن أبي الصلت الثقفي:
قوم إذا نزل الغريب بدارهم ... تركوه ربّ صواهل وقيان «١»
وإذا دعوتهم ليوم كريهة ... سدّوا شعاع الشمس بالفرسان
وقال أوس بن حاتم الطائي:
فإن تنكحي مارية الخير حاتما ... فما مثله فينا ولا في الأعاجم
فتى لا يزال الدهر أكبر همّه ... فكاك أسير أو معونة غارم
وقال ابن حمدون في آل المهلب:
آل المهلب معشر أمجاد ... ورثوا المكارم والوفاء فسادوا
شاد المهلب ما بنى آباؤه ... وأتى بنوه ما بناه فشادوا
وكذاك من طابت مغارس نبته ... وبنى له الآباء والأجداد
وكان الفرزدق هجّاء لعمر بن هبيرة، فلما سجن ونقب له السجن وسار هو وبنوه تحت الأرض، قال الفرزدق:
ولما رأيت الأرض قد سدّ ظهرها ... ولم يبق إلّا بطنها لك مخرجا
دعوت الذي ناداه يونس بعدما ... ثوى في ثلاث مظلمات ففرجا
فقال ابن هبيرة: ما رأيت أشرف من الفرزدق هجاني أميرا ومدحني أسيرا.
وقال سري بن عبد الرحمن الرفّاء في خالد بن حاتم:
يا واحد العرب الذي دانت له ... قحطان قاطبة وساد نزارا
إني لأرجو إن لقيتك سالما ... أن لا أعالج بعدك الأسفارا «٢»
وقال كعب بن مالك الأنصاري في آل هاشم:
يا آل هاشم الإله حباكم ... ما ليس يبلغه اللسان المفصل
قوم لأصلهم السيادة كلّها ... قدما وفرعهم النبي المرسل
وقال الحسين بن دعبل الخزاعي:
ملك الأمور بجوده وحسامه ... شرفا يقود عدوّه بزمامه
فأطاع أمر الجود في أمواله ... وأطاع أمر الله في أحكامه
وقال آخر:
يلقى السيوف بصدره وبنحره ... ويقيم هامته مقام المغفر «٣»
ويقول للطرف اصطبر لسني القنا ... فعقرت ركن المجد إن لم تعقر «٤»
وإذا تراءى شخص ضيف مقبل ... متسربل أثواب محل أغبر
أومى إلى الكوماء هذا طارق ... نحرتني الأعداء إن لم تنحر «٥»
وقال شاعر بني تميم:
إذا لبسوا عمائمهم طووها ... على كرم وإن سفروا أناروا
يبيع ويشتري لهم سواهم ... ولكن بالطعان هم تجار
إذا ما كنت جار بني تميم ... فأنت لأكرم الثقلين جار
وقالت امرأة، من بني نمير، وقد حضرتها الوفاة، وأهلها مجتمعون: من ذا الذي يقول: