للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جملة هذا الاصطفاء، فكما لم يقع فيمن سواه لبس من أمر الإلهية، فكذلك ينبغي أن لا يقع فيه هو أيضا لبس لمن يتلقن بيان الإحكام والتشابه من الذي أنزل الكتاب محكما ومتشابها، وأظهر الخلق باديا وملتبسا انتهى.

وقال الْحَرَالِّي: في التعبير عن اصطفاء إبراهيم ومن بعده، عليهم الصلاة والسلام، في إشعار الخطاب، اختصاص إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، بما هو أخص من هذا الاصطفاء، من حيث انتظم في سلكه آله، لاختصاصه هو بالخلة، التي لم يشركه فيها أهل هذا الاصطفاء، فاختص نمط هذا الاصطفاء بآله، وهم - والله، سبحانه وتعالى، أعلم - إسحاق ويعقوب والعيص، عليهم الصلاة والسلام، ومن هو [منهم -] من ذريتهم، لأن إسماعيل، عليه السلام، اختص بالوصلة، بين إبراهيم الخليل، ومحمد الحبيب، صلوات الله وسلامه عليهم، فكان مترقي ما هو لهم من وراء هذا الاصطفاء، ولأن إنزال هذا الخطاب لخلق عيسى، عليه الصلاة والسلام، وهو من ولد داوود، عليه

<<  <   >  >>