ذكر في الحديث:(ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فأكل منه الطير أو الدواب أو الإنس إلا كان له صدقة)، فهذا الغرس لم يتعلق به نية؛ لأن من يزرع زرعاً فإنّه لا ينوي أن يأكل منه الطير والدواب؟
الجواب
معلوم أن كل ما يخرج من الإنسان مما ينفع غيره يعود عليه بالفائدة، مثل النفقة، فيكون الإنسان قد أدى ما عليه ولو لم ينو، وأما من ناحية الأجر فلا يكون إلا بالنية، ولكن إذا غرس الإنسان هذا الغرس وفي نيته أنه يستفيد منه ويفيد غيره فكل من يستفيد منه -سواءٌ أكان مقصوداً أم غير مقصود، وسواء أراد أن يصل إليه أو لم يرد، ككونه يعطي الفقراء والمساكين، أو تأتي الحيوانات وتأكل منه- فإنه يحصل الأجر على ذلك.