وقد ظهرت هذه البدعة في العراق، وكثير من البدع والشرور نشأت من تلك الجهة، وهذا يبين لنا معنى الحديث الذي فيه:(اللهم! بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا.
قالوا: وفي نجدنا يا رسول الله؟ قال: هناك الزلازل والمحن)، وقد جاءت آثار وأحاديث تدل على أن المقصود بذلك جهة العراق.
وما وراءها من بلاد فارس، وأول شيء حصل هو أنّ ملكهم مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إليه.
وهذا بخلاف فعل ملك الروم، فإنه احتفظ بالكتاب، وكان يبحث عمن يأتي إلى بلاده من العرب ليسألهم عن هذا الرسول عليه الصلاة والسلام، وقصة هرقل مشهورة، وهي في أول صحيح البخاري فلما جاء أبو سفيان ومن معه قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الأمور التي كان يعلمها عن الأنبياء، فوجدها في هذا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد بين ذلك أبو سفيان رضي الله تعالى عنه؛ حيث تحمل هذا في حال كفره، ثم أدى ذلك بعد إسلامه.