كما أنه تعالى طيب في ذاته وصفاته وأفعاله فهو لا يقبل إلا طيباً، أي: لا يقبل من الأعمال والمكاسب إلا طيباً، ومن المعلوم أن الإنسان لو تصدق من مال حرام فإن ذلك لا ينفعه، وهو داخل تحت هذه الجملة العامة، وهي قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث:(لا يقبل إلا طيباً)، وما كان حراماً فإنه غير مقبول عند الله سبحانه وتعالى، وقد جاء في الحديث:(لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول)، فكل كسب حرام يتصدق منه الإنسان فإن ذلك لا ينفعه ولا يقبله الله سبحانه وتعالى، لكنه إذا فعل العبادة بمال حرام؛ كأن حج بمال حرام، أو صلى في ثوب مغصوب، أو في ثوب حرير يحرم على الإنسان لبسه؛ فإن الحج يصح، وهو آثم على استعمال الحرام في حجه وفي غير حجه، وكذلك الصلاة تصح، وهو آثم على الغصب وعلى لبس الحرير إذا كان رجلاً.