[الجمع بين حديث الأعمال بالنيات وقصة إسلام أبي طلحة ليتزوج بأم سليم]
السؤال
كيف نجمع بين الحديث:(فمن كانت هجرته إلى الله)، وبين قصة أبي طلحة رضي الله عنه حين دخل في الإسلام بسبب أم سليم، فقد كانت شرطت عليه الإسلام لتتزوجه؟
الجواب
معلوم أنّ ذاك انتقال من الكفر إلى الإسلام، ولا شك في أنه كان منهم من يدخل في الإسلام رغبة في الدنيا ثم لا يمسي إلا والدين أحب إليه من الدنيا وما فيها، كما جاء عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
إذاً: فهذا دخول في الإسلام، ومعلوم أنّ الإنسان إذا خرج من الكفر إلى الإسلام فلا شك في أنه قد حصل له السلامة من الكفر، ولو كان دخل الإسلام من أجل غرض، ثم هذا الغرض الذي دخل من أجله لا يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام خيراً له من الدنيا وما فيها، فهناك فرق بين الدخول في الإسلام من أجل غرض ثم يصير الغرض سبباً في إنقاذه وسلامته من النار ومن الخلود فيها أبد الآباد، وبين كون الإنسان المسلم يعمل عملاً صالحاً لم يرد به القربة، وإنما أراد به الدنيا.