العلم لابد فيه من الإخلاص وحسن القصد، ولابد فيه أيضاً من الجد والاجتهاد وبذل النفس والنفيس، وبذلك يحصل العلم, فلا يحصل العلم بالإخلاد إلى الراحة والاشتغال بغيره مما يشغل عنه، وإنما يحصل بالجد والاجتهاد وبذل النفس والنفيس للوصول إليه؛ حتى يعبد الإنسان ربه على بصيرة، وتحصل منه الإفادة له ولغيره، فيكون هادياً مهدياً راشداً مرشداً.
فلابد من حسن القصد والإخلاص والصدق في الطلب، ولابد من الجد والاجتهاد، وبذل النفس والنفيس للوصول إلى هذا المقصود العظيم الذي هو علم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه, فقد قال يحيى بن أبي كثير اليمامي -كما رواه مسلم بإسناده إليه في صحيحه-: لا يستطاع العلم براحة الجسم.
فمن أراد العلم فعليه أن ينصب، وعليه أن يتعب، وعليه أن يشتغل، وأن يبذل من أجل الوصول إلى هذه الغاية النبيلة، يقول الشاعر: الجَد بالجِد والحرمان بالكسل فانصب تصب عن قريب غاية الأمل الجَد هو الحظ النفيس, بالجِد الذي هو الاجتهاد والتعب والنصب، فالنتائج الطيبة والثمرات الحميدة تحصل من الجد والاجتهاد، وبذل ما يستطيع الإنسان بذله من أجل الوصول إلى تلك الغاية العظيمة التي هي تحصيل العلم النافع الذي هو علم الشرع, أعني علم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.