يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: [عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها) حديث حسن رواه الدارقطني وغيره].
هذا الحديث في إسناده مكحول، وهو يروي عن أبي ثعلبة ولم يسمع منه، ولو سمع منه فهو مدلس، وقد روى بالعنعنة.
فالحديث فيه انقطاع، ولكن جاء في معناه أحاديث، كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب رحمه الله، مثل حديث:(الحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته).
وكذلك بعضه جاءت أحاديث تشهد له، ومنها حديث:(ذروني ما تركتكم؛ فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم).
وعلى هذا فيكون المعنى الذي جاء في الحديث -وإن كان الإسناد منقطعاً بين مكحول وبين أبي ثعلبة - قد جاء ما يشهد له وما يدل عليه.