قوله:(والصدقة برهان) يعني: أنها دليل على صدق المتصدق وعلى إيمانه؛ لأنها علامة واضحة ودلالة بينة، كما أن الحجة يقال لها: برهان لأنها تبين عن الحق، فكذلك الصدقة برهان وعلامة واضحة على إيمان صاحبها؛ وذلك لأن النفوس تشح بالمال وتبخل بالمال، فمن تصدق وجاد بالمال فذلك دليل على سلامته من البخل وسلامته من الشح، والله عز وجل لما ذكر الأنصار وما وصفهم به من الصفات قال في ختام الآية:{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر:٩]، فالمتصدق الذي يبذل المال ويتصدق به يكون فعله دليلاً وبرهاناً على سلامته من شح النفس ومن البخل، وأنه متصف بهذا الخلق الكريم الذي هو التصدق والإحسان إلى الناس.