يقول ابن دقيق العيد: وثبت عنه -أي: عن ابن عباس - أنه رأى جبريل مرتين، فما صحة ذلك؟
الجواب
لا أدري عن صحة هذا الكلام، لكن إذا كان المقصود به أنه رآه على هيئة البشر، فإن جبريل قد جاء في صورة رجل مجهول كما في حديث جبريل المشهور:(إذ دخل رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب، لا يظهر عليه آثار السفر ولا يعرفه منا أحد)، وجاء على صورة دحية بن خليفة الكلبي وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كان المقصود أنه رآه بهذه الصورة فهذا قد حصل للصحابة، وأما كونه رآه على الهيئة التي هو عليها، وعلى خلقته التي خلقه الله عليها -وهي أن له ستمائة جناح، وأنه يسد الأفق- فلا أدري، والرسول صلى الله عليه وسلم قد رأى جبريل مرتين على الهيئة التي خلقه الله عليها، مرة في الأرض وقد سد الأفق، ومرة ليلة المعراج عند سدرة المنتهى، وأما ابن عباس فلعل المقصود أنه رآه مرتين عندما كان يأتي على صورة إنسان.