ولما ذكر صلى الله عليه وسلم أن من عاش سيرى الاختلاف الكثير كأنه قيل: يا رسول الله! فما تأمرنا به أمام هذا الاختلاف؟ وما هو طريق السلامة والعصمة والنجاة عند وجود هذا الاختلاف؟ فجاء الجواب في قوله:(فعليكم بسنتي) فهذا هو السبيل الوحيد وطريق السلامة وطريق النجاة عند الاختلاف، وهو التمسك بالسنة والتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون الهادون المهديون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر عند هذا الاختلاف بشيئين، فحث وحذر, ورغب ورهب: حث على اتباع السنن وحذر من البدع, حث على السنن بقوله:(فعليكم بسنتي) وحذر من البدع بقوله: (وإياكم ومحدثات الأمور) , ففي ذلك ترغيب وترهيب, وفيه حث وتحذير, حث على اتباع السنن في قوله:(فعليكم) و (عليكم) اسم فعل أمر و (إياكم) بمعنى: احذروا.
ففي ذلك الترغيب والترهيب, رغب في اتباع السنن وحذر من البدع صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.