ثم ذكر بعد ذلك: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وذكرها مرتبة على حسب أهميتها، فأهم هذه الأركان بعد الشهادتين: الصلاة، والتي هي عمود الإسلام، كما في الحديث الذي بين أيدينا، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي من آخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي آخر ما يُفقد في هذه الحياة، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وغير ذلك من المزايا الكثيرة المتعددة التي تتعلق بالصلاة.
فقُدّمت الصلاة؛ لأنها أهم من غيرها، حيث إنها صلة وثيقة بين العبد وربه، وتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، بخلاف الأعمال الأخرى، فإن منها ما يكون واجباً في السنة كالزكاة والصيام، ومنها ما يكون واجباً في العمر كالحج، وأما الصلاة فهي في اليوم والليلة خمس مرات، ولهذا فإذا صاحب المرء إنساناً فإنه يستطيع أن يعرف أنّه من أهل الاستقامة أو من أهل الضلال خلال أربعٍ وعشرين ساعة، وذلك بكونه يصلي أو لا يصلي، فإن كان من المصلين فهذه علامة الخير، وإن كان من غير المصلين فهذه علامة السوء، فقدمت الصلاة في الحديث لأهميتها؛ ولأنها صلة وثيقة بين العبد وبين ربه؛ ولأنها تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات.