جاء عن عمر رضي الله عنه قوله في جمع الناس على صلاة التراويح: نعمت البدعة.
فما المقصود بذلك؟
الجواب
ما جاء عن عمر رضي الله عنه في قصة التراويح أنه قال: نعمت البدعة, ليس المقصود بذلك البدعة بالمعنى الشرعي الذي هو أن يحدث في دين الله ما لم يكن من شرع الله، وإنما المقصود بذلك البدعة اللغوية من حيث اللغة، وإلا فإن صلاة التراويح لها أصل في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
يدل على ذلك الحث على قيام رمضان، كقوله صلى الله عليه وسلم:(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقوله:(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بالناس بعض الليالي في آخر الشهر، ولكنه ترك ذلك خشية أن تفرض عليهم، ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وزال هذا الذي يخشى، ولم يعد هناك إيجاب ولا تشريع؛ لأن الشريعة استقرت بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ جمع عمر الناس على إمام واحد وصلى الناس التراويح جماعة.
فصلاة التراويح ليست محدثة في الدين، بل هي موجودة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بالناس قيام رمضان في بعض الليالي، ولكنه ترك ذلك خشية أن يفرض عليهم, وعمر رضي الله عنه أحيا ذلك الشيء وأعاده، فإطلاق البدعة عليه من حيث اللغة وليس من حيث الشرع؛ لأن له أساساً في الشرع من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وعمر رضي الله عنه هو خليفة راشد, وقد أمرنا باتباع سنته، فهي سنة نبوية وثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمر رضي الله عنه إنما أظهرها، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يستمر عليها خشية أن تفرض كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما جاء من ذكر البدعة فيها ليس على بابه في الشرع، ولا يقال: إن هذه بدعة حسنة.
بل هي سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإطلاق البدعة عليها إنما هو من حيث اللغة لا من حيث الشرع.