للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رد دعوى المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم بفعل الموالد]

ومن الناس من يقول: إننا نفعل هذا محبة للرسول صلى الله عليه وسلم.

ونحن نقول: محبة النبي عليه الصلاة والسلام يجب أن تكون في قلب كل مسلم فوق محبة كل مخلوق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) لكن ما هي علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل علامة المحبة الإتيان بالبدع وإحداث أمور ما أنزل الله بها من سلطان، أو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم؟ إن علامة المحبة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم بتصديق أخباره وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأن يعبد الله وفقاً لشريعته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، فهذه علامة المحبة، والله تعالى قال في كتابه العزيز: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:٣١]، وقد سمى بعض أهل العلم هذه الآية آية الامتحان، وهي أن من يدعي محبة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام عليه أن يقيم البينة، والبينة هي الاتباع وليست الابتداع، كما قال عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} [آل عمران:٣١] فهذه البينة هي (اتبعوني) فعلامة محبة الله اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم يكون باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في الشرع الذي جاء به، وليس بالبدع التي أحدثت من بعده، بل ومن بعد أصحابه، بل بعد القرون الثلاثة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم).

فهذه ما جاءت إلا بعدهم، وليس لها ذكر في الكتب السابقة التي ألفت في القرون الثلاثة الأولى؛ لأنها لم تكن موجودة، وإنما أحدثت في القرن الرابع الهجري.