للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان النبى صلّى الله عليه وسلم يستعيذ بوجه الله من النار، والفتن كلها ويسأل به.

(٢٠ - ٤٤٣) أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا أبو مسعود (١)، ثنا عبد الرزاق عن معمر، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال: لما نزلت:

{قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: ٦٥] قال النبى صلّى الله عليه وسلم «أعوذ بوجهك». و {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} [الأنعام: ٦٥] قال: «هذا أهون» (٢).

رواه حماد بن سلمة (٣)، وابن عيينة، وغيرهما عن عمرو بن دينار.

(٢١ - ٤٤٤) أخبرنا خيثمة (٤)، ثنا أبو قلابة (عبد الملك بن محمد الرقاشى)، ثنا يحيى بن حماد، ثنا آبو عوانة، عن الأعمش عن مجاهد، عن ابن عمر (٥) قال:


(١) أبو مسعود، رهو أحمد بن الفرات بن خالد، قال الذهبى فى «السير» (٤٨٠/ ١٢) الشيخ الإمام الحافظ الكبير الحجة، محدث أصبهان، أبو مسعود، الضّبى لرازى، نزيل أصبهان، توفى فى شعبان سنة ثمان وخمسين ومائتين، وقد قارب الثمانين رحمه الله
(٢) تخريجه، رواه البخارى (٣٧١٣، ٤٦٢٨)، وفى غير موضع.
قوله: عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ: الحجارة كما فى قوم لوط، والطوفان كما فى قوم نوح.
أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ: الخسف كما على قارون، او الريح كما على قوم عاد. أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً: أى يخلطكم خلط اضطراب، اراد به الأهواء المتفرقة، فيصيرون فرقا مختلفة.
وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ: وهو وقوع الهرج، حتنى يقتل بعضهم بعضا، وهذان - الافتراق والقتل - ثابت فى هذه الأمة، وقد سل السيف من زمن عثمان فلا يغمد إلى يوم قيام الساعة. وروى عن سعد بن أبى وقاص عن النبى صلّى الله عليه وسلم فى هذه الآية قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً الآية قال: «أما أنها كائنة، ولم يأت تأويلها بعد». «شرح السنة» (٢١٨/ ١٤)، وراجع «الفتح» (٢٩٢/ ٨)
(٣) حماد بن سلمة، بن دينار البصرى أبو سلمة ثقة، عابد، أثبت الناس فى ثابت، وتغير حفظه بآخره، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين. «التقريب» (١٤٩٩).
(٤) خيثمة، قال الذهبى فى «السير» (٢٣٠/ ١٥): الامام الثقة، المعمر، محدث الشام، أبو احسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان القرشى الشامى الأطربلسى، كان رحّالا جوالا، صاحب حديث .. توفى فى ذى القعدة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
(٥) عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن، ولد بعد المبعث بيسير، واستصغر يوم أحد، وهو ابن أربع عشرة، وهو أحد المكثرين من الصحابة، والعبادلة، وكان من أشد الناس اتباعا للأثر ثر، مات سنة ثلاث وسبعين فى اخرها أو أول التى تليها «التقريب» (٣٤٩٠).

<<  <   >  >>