للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= يعلى، والطبرانى فى «الأوسط»، وابن أبى الدنيا من طريق جيدة عن أنس، ثم ساق الحديث). وصححه السيوطى أيضا فى «الدر المنثور» (٦٠٥/ ٧)، وزاد نسبته إلى (ابن المنذر، وابن مردويه، وأبو النصر السجزى فى «الابانة»).
ما ثبت فى النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية فى ذكر الوجه ظاهر الدلالة فى إثبات هذه الصفة لله عز وجل كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ، وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ونحوها، وما ذكر المؤلف من الأًحاديث كقوله صلّى الله عليه وسلم «أعوذ بوجهك»، وقوله «من سألكم بوجه الله فأعطوه»، وما تواتر من النصوص من رؤية المؤمنين لوجه ربهم عز وجل يوم القيامة، وغيرها من النصوص.
ولم يختلف أهل السنة فى إثبات صفة الوجه، وإنما اختلفوا فىِ تفسير (وجه الله فى نصوص معينة)، مثل ما ورد عن الشافعى، ومجاهد فى تفسير فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ، قال الشافعى: (فثم الوجه الذى وجهكم الله إليه)، وقال مجاهد: (قبلة الله فأينما كنت فى شرق أو غرب، فلا توجهن إلا إليها). قال ابن القيم: (إن تفسير وجه الله بقبلة الله، وإن قاله بعض السلف كمجاهد، وتبعه الشافعى، فإنما قالوه فى موضع واحد لا غير، وهو قوله تعالى وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ فهب أن هذا كذلك فى هذا الموضع فهل يصح أنَ يقال ذلك فى غيره من المواضعِ التى ذكر تعالى فيها الوجه، فما يفيدكم هذا فى قوله: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وقوله: إِلَاّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى وَلَسَوْفَ يَرْضى، وقوله: فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إنه كقوله فى سائر الآيات الَتى ذكر فيهَا الوجه فإنه قد اطرد مجيئه فى القرآن، والسنة مضافا إلى الرب تعالى على طريقة واحدة، ومعنى واحد فليس فيه معنيان مختلفان فى جميع المواضع غير الموضع الذى ذكر فى سورة البقرة وهو قوله فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ وهذا لا يتعين حمله على القبلة والجهة، ولا يمتنع بأن يراد به وجه الرب حقيقة). «مختصر الصواعق» (١٨٠/ ٢، ١٨١).
ثم سرد ابن القيم اعتراضاته على من فسر الآية بقبلة الله، فليراجع. قال ابن منده، ومعنى وجه الله عز وجل ههنا على وجهين: احدهما وجه حقيقة، والآخر بمعنى الثواب، فأما الذى هو بمعنى الوجه فى الحقيقة، ما جاء عن النبى صلّى الله عليه وسلم فى حديث أبى موسى، وصهيب، وغيرهما مما ذكروا فيه الوجه، وسؤال النبى صلّى الله عليه وسلم بوجهه عز وجل، استعاذته بوجه الله، وسؤاله النظر إلى وجهه عز وجل، وقوله صلّى الله عليه وسلم: «لا يسأل بوجه الله»، وقوله: «أضأت السموات بنور وجه الله، وإذا رضى عز وجل عن قوم، أقبل عليهم بوجهه جل وعز»، وكذلك قول الله عز وجل إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ، وقول الأئمة بمعنى إلى الوجه حقيقة الذى وعد الله عز وجل ورسله الأولياء، وبشر به أولياه جل وعز وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الأنعام: ٥٢]، وما أشبه ذلك فى القرآن. -

<<  <   >  >>