للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ط: زعم الكلبي أن أوس بن مالك بن جؤية بن مخزوم العبس، تزوج بنت رياح بن عوف بن عمرو ابن الحارث بن سدوس بن شيبان، وكانت لها أمة يقال لها الضراء، فأعلقها بالحطيئة، ورحل عنها، وكان لأبنه رياح أخ يقال له الأفقم، طويل أفقم، صغير العينين، مضغوط اللحيين، فولدت الضراء الحطيئة شبيها بالأفقم، فقالت لها مولاتها من اين هذا الصبي؟ فقالت: من أخيك، وهابت أن تقول لها من زوجك، ثم تزوج الضراء رجل من بني عبس، فولدت له ولدين، فكانا أخوا الحطيئة من أمه، واعتقت بنت رياح الحطيئة فربته. قال: وسأل الحطئية أمه من أبوه؟ فخلطت عليه فقال. " الطويل ":

تقول لي الضراء لست لواحد ... ولا اثنين فانظر كيف شرك أولئكا

وأنت امرؤ تبغى اباك صليبة ... هبلت ألما تستفق من ضلالكا

وقال أبو البقظان: كان " الرجل " الذي تزوج أم الحطيئة " أيضا " ولد زنا، واسمه الكلب بن كباش بن جابر بن قطن، وهجا أمه: ولقد رأيتك في النساء ... البيت وبعده " الكامل ":

إن الذليل لمن تزور ركابه ... رهط ابن جحش في مضيق المحبس

" ١١١:ألف " فيح الإله قبيلة لم يمنعوا يوم المجيمر جارهم بالفقعس

أبلغ بني جحش بأن بجارهم ... لوم، وأن آبائهم كالهجرس

[وقوله " ٣٤٤،٥١٦٤ " إذا كانت الأثر]

ط: حكى ابن القوطيةن وأثره، أثره بالفتح والضم والكسر.

[وقوله " ٣٤٥،٥١٦٤ " وكانوا على المتحدثينا.]

ط: الكانون: الثقيل، والكانون: المصطلى، والكانون: شهر الشتاء بالرومية، ولا تجعلوا معنى الذي في هذا البيت من أحد هذين الطرفين، وهو بالأول منهما أليق وذكر ام عمر " رضي الله عنه " لما هم بقطع لسان الحطيئة، اشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف ردهم فقال " الكامل ":

وأخذت أطراف الكلام فلم تدع ... شتما يضر ولا مديحا ينفع

وحميتنى عرض اللئيم فلم يخف ... ذمي وأصبح آمنا لم يفرع

ش: وقال أبو عبيدة: قدم الزبرقان بن بدر التميمي، فلقيه الحطيئة، فقال الزبرقان: أين تريد؟ فقال له: أريد السيرة لأهلى، فقال له الزبرقان: هل لك في لبنكثير وتمر؟ فقال الحطيئة: وأبيك ما بلغ هذا أمنيتي؟ فقال الزبرقان: فآت أهلك، فان لك هذا عندهم، فلم يجد عندهم شيئا، وكان البغيض القريعي عدوا للزبرقان، قال: لإاتى الحطيئة فقال له، تحول إلينا فان عندنا تمرا ونبيذا وخبز، قال: ما كنت لأفعل حتى يقدم الزبرقان، فلما رأى ذلك أهل الزبرقان، وكان الحطيئة من أسمج الناس، وأكثرهم عيالا، وأقبحهم حالا، وأنتنهم ريحا، فقالت أمرأة الزبرقان: إنا نريد أن نتحول إلى مكان كذا وكذا، فاذا أتيناه، رددنا عليك البل، فأتتك، وتحولوا، وتركوه، فأتاه البغيض وقال: تحول " ١١١:ب " إلينا فاطعموه الخبز، وسقوه النبيذ، واللبن، وقالوا: انتقل إلينا فقال:

ما كان ذنب بغيض لا ابالكم ... في بائس جاء يحدو أيقا شزبا

قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا

وكانوا يسبون بأنف الناقة، فلما مدحهم به الحطيئة، افتخروا به، فاستعدى عليه الزبرقان عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ما ذكره صاحب الكتاب، فسجنه عمر رحمه الله، وأقام في السجن عشرين ليلة، حتى بعث إليه بالأبيات التي ذكرها.

قال أبو عبيدة: بنو كليب لم أسمع لهم مادحا قط إلا الحطيئة، وكان من حديئه أنه نزل بهم فقال لهم إني أتيتكم في أمر عظيم، قالوا: احتكم قال إني أخاف إلا تفعلوه وهم يظنون أنه يطلب دية أو أكثر من ذلك فقالوا: قل، فقال قصعة من ثريد، قالوا: فلك ألف قصعة، قال: لا أريد إلا واحدة، فلما أتوه بها، أكل فشبع، وقال فيهم. " الوافر ":

لعمرك ما المجاور ف يكليب ... بمقصى في المحل ولا مضاع

ويحرم سر جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم ألف القصاع

قال أبو عبيدة: لما حضرت الحطيئة الوفاة، دعا ابنته مليكة فقال: يا بنية أنشديني بعض شعري حتى أسمعه، فأنشدته قصيدته التي يقول فيها " الوافبر ":

" ألا طرقتنا بعد ما هجعوا هند "

<<  <   >  >>