للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طريقة أبي عثمان سعيد بن جابر بن موسى الأشبيلي، وهي أشهر الطرق، وأكثرها قبولا، وأوسعها انتشارا في الأندلس. وكانت مدينة أشبيلية قد أصبحت أكبر مراكز الدراسة للكامل وروايته، وكان أبن جابر هذا يتصدر بها لرواية وتدريسه وإقرائه. وكان ينسب إليه الكذب، فيما قاله أبن الفرضي. وعدد تلاميذه وعلماء طريقته في رواية الكامل كثيرون، يطول ذكرهم، فممن سمع الكامل عن أبن جابر، الحكم المستنصر بالله. ومن علماء هذه الطريقة: أبو بكر محمد بن عمر الأشبيلي المعروف بأبن القوطية المتوفى سنة ٣٦٧هـ. وكان أبن الفرضي قد سمع منه الكامل. ومنهم أبو عمر أحمد بن عبادة المرادي الأشبيلي المتوفى سنة ٣٧٨هـ. وقد قرأ عليه أبن الفرضى الكامل بروايته عن أبن جابر. ومنهم محمد بن أحمد عبد الله المعافري الأشبيلي ثم الألبيري المعروف بالقزاز المتوفى سنة ٣٧٩هـ. ومنهم أبو القاسم أحمد بن أبان بن سيد صاحب الشرطة بقرطبة. أخذ الكامل عن أبن جابر، وهو شيخ الوزير الأجل أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا بن الأفليلي ومنهم أبو سعيد مفرح بن سعيد الماردي عن أبن القوطية عن أبن جابر.

[٣ - الطريقة الثالثة]

وهي طريقة أبي زكريا يحيى بن مالك " أو ملك " بن عائذ المتوفى ٣٥٦هـ. وكانت رحلته إلى المشرق قبل الخمسين وثلاث مائة. سمع في خلالها الكامل للمبرد عن أبي علي الحسن بن إبراهيم الآمدي عن الأخفش عن المبرد، كما أنه رواه عن أبي عبد الله الحسين بن علي الآمدي عن أبيه، وأبي يوسف أحمد بن اتلحسين الأقليمي المصيصى، وأبي القاسم علي بن الحسين المعروف بشمول الكاتب وهو ثلاثتهم عن أبي العباس المبرد مؤلف الكتاب.

[٤ - الطريقة الرابعة]

وهي طريقة أبي عمرو عثمان بن أبي بكر بن حمود الصدفي السققسي المعروف بابن الضابط المتوفى ٤٤٢ هـ، من شيوخ صاحبنا الوقسي، رحمهما الله، وكان أبن الضابط يروى الكامل عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الاصبهاني المتوفى ٤٣٠هـ، عن أبي محمد عبد الله أبن جعفر بن درستوية النحوى، المتوفى ٣٤٧هـ، عن أبي العباس المبرد رحمهم الله.

فأننا نرى أن الطريقتين الأولى، والثانية، أخذت الكامل بواسطة واحدة، أما الثالثة والرابعة فقد أختاه بواسطتين، وبهذه الطرق الأربعة، وصل الكامل إلى الأندلس، وأنتشر في كافة أنحائها، وقد روى أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي الأشبيلي المتوفى ٥٧٥هـ، الكامل من جميع هذه الطرق إلا الطريقة الأولى وهي طريقة أبن أبي علاقة.

[٣ - من عنى منهم بالكامل وروايته وحفظه عناية خاصة]

وفي هذا الفصل نذكر أسماء العلماء، والأدباء الأندلسيين الذين كانت لهم عناية خاصة بكتاب الكامل للمبرد فأخذه عن شيوخهم، ورووه لتلاميذهم، ودرسوه أو حفظوه عن ظهر قلب، فمنهم: ١ - الشيخ الوزير أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكرياء الأفليى، المتوفى سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وقد كان من كبار شيوخ الكامل للمبرد، المكثرين روايتهخ، حدث عنه جماعة من نوابغ الأدب، وأعلامه، من أمثال الوزير الأديب أبي مروان عبد المملك بن سراج النحى، والشيخ الأستاذ أبي الحجاج يوسف بن سيمان بن عيسى النحوي الأعلم البطليوسي.

٢ - أحمد بن أبان بن سيد أبو القاسم الفرطبي صاحب الشرطة بقرطبة، وقد حدث عن أبن جابر بالكامل، وعن القالي بأماليه.

٣ - أحمد بن عبادة أبو عمر المرادي، شيخ أبن الفرضي، وقد مر ذكر ٤ - أحمد بن عبد الجليل أبو العباس التدميري وسيأتي ذكره.

٥ - إسماعيل بن عيسى بن عبد الرحمن أبن حجاج أبو الوليد اللخمي المتوفى سنة ٥٣٤هـ.

٦ - إشراق السويداء " أبو السوداء " العروضية، مولاة أبي المطرف عبد الله بن غلبون الكاتب، وكانت قد أخذت النحو، واللغة عن مولاها إلا أنها فاقته في كثير مما أخذت عنه، وكانت تتقن العروض، وبذلك سميت، وأستهرت بالعروضية، وهي من النساء الأندلسيات الحافظات للكامل للمبرد، والنوادر للقالي، وكانت تشرحهما، وترويهما لتلاميذها، وقال أبو داود سليمان بن حجاج بن نجاح، وقد ذكرها: " قرأت عليها الكتابين، وأخذت عنها العروض ". وكانت إشراق هذه تسكن بلنسية، وماتت بدانية في سنة ٤٤٣هـ.

<<  <   >  >>