للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الحاشية قد استفادة منها عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب. وأخذ منها بموضع واحد، وذلك في قصة الأنصارية المأسورة بمكة التي نجت على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت قد نذرت إن نجت عليها لنحرتها. وقد علق على قصة الصحابية هذه الحاشية، ونقلها البغدادي ما نصه: " قال بعض العلماء فيما كتبه على الكامل: هذه المرأة غفارية لا أنصارية ".

[٣ - حاشية الحافظ مغلطائي]

لم نجد ذكراً لهذه الحاشية إلا عند البغدادي وذلك مرة وحدة في خزانته ٣٢٦٦ حيث قال، وقد سرد أقوال العلماء في لقب عبيد الله بن قيس الرقيات: " ورأيت نخط الحافظ مغلطاني على هامش كامل المبرد ما نصه: ونقلت من خط الشاطبى: وافق الأصمعي أبن قتيبة على قوله "

وأما مغلطائي، فهو الحافظ أبو عبد الله علاء الدين مغلطائي بن قليج بن عبد الله البكجري الحكري التركي الفقيه الحنفي المصري، ولد سنة ٦٨٩هـ، وتوفي سنة ٧٦٢هـ. كان مؤرخا، حافظا للحديث، عارفا بالأنساب. وكان يحفظ الفصيح بثعلب، وكفاية المتحفظ، وكان نقاوة. وله مآخذ على المحدثين، وأهل اللغة " وكان له إطلاع كبير وباع واسع في الحديث وعلومه، وله مشاركة في فنون عديدة، وله مائة مصنف.

********

[" ٧ " الاحتذاء بالكامل والمعارضة له]

١ - وكان أبو الفتح المراغي ممن احتذى المبرد في كامله وأقتدى به فألف كتبا على نمط الكامل ومثاله وسماه البهجة. وقد قال أبو حيان التوحيدي. وقد ذكر أبا الفتح وكتابه هذا: " وأما أبن المراغي. فلا يلحق بهؤلاء مع براعة اللفظ، وسعة الحفظ، وعزة النفس، وبلل الريق، وغزارة النفث، وكثرة الرواية: ومن نظر في كتاب البهجة له، عرف ما أقول، واعتقد فوق ما أصف، ونحل أكثر مما أبذل. وله تأليف غير هذا، وهذا كتاب الاستدراك لما أغفله الخليل.

٢ - إبراهيم بن ما هوية الفارسي اللغوي كان قد عارض المبرد في الكاما إلا أننا لا نعرف عن الرجل ومؤلفه أكثر مما ذكره المسعودي، فقتله عنه ياقوت في الارشاد. وعنه السيوطي في بغية الوعاة. وكتاب أبن ما هوية هذا من الكتب والمراجع التي اعتمد عليها المسعودي. وذكرها في مقدمة المروج حيث قال: " وكتاب إبراهيم بن ما هويه الفارسي، الذي عارضبه المبرد في كتابه المقلب بالكامل ".

٣ - قد أصر المغاربة على أن كتاب الأمالي لأبي على القالي رحمه الله، معارض، مبار لكتاب الكامل للمبرد، وليس لدينا من الشواهد، ما يؤيد دعواهم، ويحقق رأيهم لأن القالي لم يذكر ذلك، ولم يقل بأنه عارض المبرد. أو أن كتابه مبار لكتابه الكامل إلا أننا لو أردنا أن نتصر لهم، ونبررهم في قوله هذا، لقلنا إن القالي رحمه الله، ولد بعد وفاة المبرد بثلاث سنوات، وقدم بغداد فوجدها حافلة بتلاميذه، وآثاره، فاستفادة منهم. كما أنه استفاد عن آثاره، ومن بينها كتاب الكامل، فعندنا ورد الأندلس وتغرب، ووفد عليه الطلاب، من الأندلسيين للاستفادة منه، والقراءة عليه، أملي عليهم كتابا، سماه بالنوادر يشمل على الأخبار، والأشعار، واللغة. وكانت أمامه أمثلة من الأمالي، والمجالس، والممؤلفات الأخرى في الأدب، واللغة والأعلام الشرق وكان له من المكن أن يستفيد منها أو يقلد أو يحتذى بها أو يعارضها. وقد كان كتاب الكامل هو أغرزها وأوسعها مادة، وأكبرها حجما وضخامة وأكثرها نفعا وفائدة، وهو خير ما أحتذى به المحتذون، وعارضه المعارضون، وتنافس فيه المتنافسون. فلا غرو إذا سمعنا المغاربة يقولون: إن كتاب " النوادر " للقالي مبار لكتاب الكامل لأبي العباس المبرد، ورأيناهم يقارنون بينهما، فيقولون: " لئن كان كتاب أبي العباس، أكثر نحوا وخبرا، فأن كتاب أبي علي لأكثر لغة، وشعرا ".

*******

[" ٨ " ملخصاته ومهذباته]

[١ - نظم القرطين وضم أشعار السمطين]

هذا الكتاب، الذي لا نعرف عنه شيئا غير الأسم، الذي ورد في طيات الكتب، من تهذيبات الكامل، وتلخسصاته التي عرفت إلى الآن. وةقد ألفه أحمد بن عبد الجليل بن عبد الله، أبو العباس التدميري المتوفي سنة خمس وخمسمائة، من تلاميذ أبي علي الصدفي، وأبي الوليد الدباغ، وكان عاما باللغة العربية، وآدابها، وقد استأدبه السلطان لبينه بالمغرب.

<<  <   >  >>