للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان الشيخ الغساني. رئيس المحدثين في وقته بقرطبة. موصوفا بالجلالة والحفظ، والنباهة، والتوضع. والتصاون. وذكره القاضي عياض فقال: " أن انفراد أبي علي " حسين بن محمد " الصدفي بالإمامة في الحديث بالأندلس. لم يكن إلا بعد وفاة كنيه وسميه أبي علي " ٠حسين بن محمدج " الغساني. وقال أبو الحسن ابن مغيث: " كان من أكمل من رأيت عملا بالحديث ومعرفة بطرقه. وحفظا لرجاله ".

وقد وصفه ابن بشكوال. واثنى عليه، فقال " وكان من جهابذة المحدثين وكبار العلماء المسندين وعنى بالحديث وكتبه وروايته وضبطه. وكان حسن الخط، جيد الضبط. وكان له بصر باللغة والإعراب. ومعرفة بالغريب والشعر والأنساب، وجمع من ذلك كله. مالم يجمعه أحد في وقته.

وهو من شيوخ القاضي عياض، كما ذكر المقرى في أرهار الرياض. وأصابته زمانه في أخريات عمره، فعطلته، ورحل إلى المرية للاستفتاء بحمتها، وهي حمة بجانة، وذلك قيبل وفاته بستنين. ثم عاد إلى قريته. حيث توفي سنة ثمان وتسعين وأربع مائة. وكان مولده سنة سبع وعشرين وأربع مائة.

وكان قد جمع كتابا حسنا مفيدا في رجال الصحيحين، وسمأه بتقييد المهمل وتمييز المشكل، وكانت نسخة منه، عند الوزير الأديب أبى عبد الله بن أبى الخصال، وتقيد فيها أنه توفي يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة سبع وتسعين وأربعمائة.

[٢ - أبو سعيد الوراق]

وقد ذكر ابن بشكوال، وابن فرحون. أن أبا سعيد الوراق، من شيوخ ابن السيد. ولم نعثر على ترجمة له إلا عند الحميدي. فانه ذكر شخصا بهذه الكنية، واللقب، ولم يذكر اسمه، ولا نسبه ولا مولده ولا وفاته، ولم يقل في ترجمته غير أنه كان من أهل الأدب والفضل، وكان حج، وحكى عنه قصة شاعر أسود. كان في رفقة من العراب، النزازلين بعرفات، وكان هذا الأسود يخدمهم فجعل النعاس يغلب عليه، وهو يقيمونه لشغل لهم، فلما طال عليه، ضجر وجعل يقول " الرجز ":

في كل يوم شملتى مبللة ... يقيل الناس ولن أقيله

ولا نتحقق، أهو نفس الرجل، المذكور في شيوخ ابن السيد، أم هو رجل آخر غيره، والله اعلم بالصواب.

ويذكر ابن خير أن ابن السيد أخذ عنه " الأصمعيات " حيث يقول: " وحدثنى بالأصمعيات خاصة أبو الحسين عبد الملك بن محمد بن هشام رحمة الله، عن الأستاذ أنى محمد عبد الله بن السيد البطليوس، عن الفقيه أبي سعيد الوراق، عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي، عن أبي بكر أحمد بن ابراهيم بن شاذان، عن أبي محمد السكرى، عن أبي يعلى المنقري، عن الأصمعي ".

[٣ - عاصم بن أيوب، أبو بكر البطليوس]

هو الوزير الأديب، صاحب المظالم، أبو بكر عاصم بن أيوب البلوى البطليوس النحوي، كان من أعيان بطليوس، وأعلامها في الفنون والآداب العربية في وقته.

وكان قد أخذ العلوم عن شيوخ الأندلس، وأعلامها، من أمثال أبي بكر محمد بن الغراب، وأبى عمرو السفاقسى " وهو من شيوخ أبى الوليد الوقشي "، وأبى محمد مكي بن أبي طالب المقرى وحموش بن محمد بن مختار القيسي، القريواني المتوفي ٤٣٧.

وقد ذكره ابن بشكوال فقال: " وكان من أهل المعرفة بالآداب واللغات، ضابطا لهما، مع خير وفضل، وثقة فيما رواه وأخبرنا عنه أبو محمد ابن السيد بجميع ما رواه ". وقال فيه صاحب البلغة، ونقل عنه السيوطى، أن أبا بكر البطليوس كان إماما في اللغة.

وله من المؤلفات: شرح المعلقات. وشرح الشعراء الستة. وشرح أشعار الحماسة. وكتاب الأوائل. وشرح ديوان رئيس الشعراء أبى الحارث الشهير بامرئ القيس ابن حجر الكندي.

وقد توفي أبو بكر، عاصم بن أيوب البطليوسى رحمة الله، في العقد الأخير من القرن الخامس الهجرى، وذلك سنة أربع وتسعين وأربعمائة.

٤ - عبد الدائم القيرواني

<<  <   >  >>