هو ن أغلى الآثار الأدبية الباقية التي ظهرت بسبب الكامل للمبرد في الأزمنة القديمة المختلفة، ومن أهم الكتب العربية التي صنفت في هذا الموضوع، لأن المؤلف يتناول أحد عشر كتابامن أمهات الكتب. وهي كتاب الدوادر لأبي زياد الكلابي، وكتاب الدواد لأبي عمرو الشيباني، وكتاب النبات لأبي حنيفة الدينورى، وكتاب النوادر لابن الأعرابي، وجمهرة ابن دريد، الحيوان للجاحظ، والمجار لأبي عبيدة، والكامل للمبرد، والغريب المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلا، وإصلاح المنطق لابن السكيت، والمقصود والممدود لابن ولاد المصرى. وما كتبه عن هذه الخمسة الأخيرة، وقد نشره الأستاذ اليمنى مع المنقوص والممدود للفراء من القاهرة سنة ١٩٦٦م.
وقال مؤلف التنبيهات، عن بن حمزة البصرى. " م ٣٧٥ هـ " إن كتاب التنبيهات " لم تعدل فيه عن سبيلهم، ولم نجر عن سنتهم، في رد بعضهم على بعض الغلط. وأخذ أحدهم على صاحبه السقط، يتراسلون في ذلك بالرسائل، ويتشاغبون به في المحافل ويتساءلون فيها عن المسائل، ونحن نذكر من ذلك ما يستدل به الناظر في كتابنا، أنا بهم اقتينا، وعلى أمثلتهم احتذينا.
إلا أن الكتاب ملئ بالتنايز بالألقاب والاقذاع والسباب وخاصة في أبي الحسن المهلبي، تلميذ ابن ولاد. وفيه " بيتان تضل سالكها، وتهوى به في مكان سحيق، وواد عميق كما أن فيها ما هو حرى بالهداية والتوفيق بالتحقيق ".
على أن بعض المؤاخذات النحوية واللغوية على الكتب المصنفات، التي أوردها ابن حمزة واهية جدا.
أما نقد ابن حمزة للكال خاصة فانه يدور حول هذه الأمور: نقد في تفسير بعض الكلمات اللغوية ويبلغ ٤٥ كلمة.
نقد في رواية الشعر في ٢٧ موضعا.
نقد تاريخي وما يتصل به يبلغ ١٧.
نقد في شرح بعض الأبيات، ومعانيها.
نقد وماخذتان في نسبة الشعر لقائله.
نقد، وثلاث مؤاخذات نحوية وهي واهية جدا.
وقد رد عليها الأستاذ عضيمة.
وقد نبه الأستاذ المميمنى على زلاته وغلطاته، وميز بين القشر واللب وقيد أمثله كثيرة من اغلاطه، فبما أخذ علة أئمة الدب، واللغة، وما فاته من أغلاطهم، ولم يتنبه له، وإنكاره ما هو غير منكر، وإتيانه بما ينهى عنه غيره، وبعض تنبيهاته التافهة التي " لا تليق بالحفظ، والتقييد، أو التهويل والتنديد ". وعلى معلومته الضعيفة وغير ذلك.
وقد قال ابن حمزة في آخر ما كتبه من التنبيهات على أغلاط الكامل: " هذا آخر مات أخذناه، على أبي العباس مما لا عذر فيه، وقد سامحناه في كثير من الأغلاط في كتابه الكامل.
[" ٥ " شروحه]
[نكت الكامل للمبرد لأبي الوليد الوقشي]
وقد ذكر هذا الشرح لأبي الوليد الوقشي، بهذا الاسم في أربعة من المراجع القديمة وهي: كتاب إرشاد الأريب، أو معجم الأدباء لياقوت.
نفح الطيب للمقرى.
بغية الوعاة للسيوطى.
روضات الجنات للخوالسلرى.
وقد ذكره أبو عبد الله محمد بن محمد المراكشي، صاحب الذي والتكملة لكتابي الموصول والصلة، باسم " طرر أبي الوليد الوقشي ". وقال إن أبا الحسن ابن سعد الخير البلنسى كان قد جمع بين طرده وطرد ابن السيد على الكال للبرد إلى زيادات من عنده وسماه " بكتاب القرط على الكامل ". ولم نعثر على نسخة مستقلة من نكت الوقشي غير ما اشتمل عليه وحواه هذا.وقد ذكره البغدادي باسم شرح الكامل في خزانته للأدب. وذلك في ص ٢٨، ٩٩، ١٦٥، ١٦٦. من الجزء الأول وفي، ص ٣٣٥، ٤٥٢، ٤٧٠، من الجزء الثاني، وفي ص ٥١٢، من الجزء الثالث وفي، ص ١٦٤، ٤٥١، من الجزء الرابع.
وأغلب الظن أن البغدادي لم يتصل إليه نكت الوقشي، وإنما وصل أليه هذا القرط، الذي يشمل طررهما، إلى زيادات من الجامع. ولما كان القرط لا يحمل اسم صاحبه، ولم يقل هو في المقدمة، أنه أضاف إلى ما كتباه من زيادات له، فلم يذكر البغدادي اسمم ابن الخير بين شراح الكامل، الذين استفاد من كتبهم على الكامل، مع أن زياداته هذه توجد في هذا السفر. وسنفصل القول في هذا الموضوع عندما نتناول قصة النسخة ووصفها.
وكذلك فان لدينا من الشواهد ما يؤكد لنا أن ابن الخير لم يترك شيئا مننكت الكامل، وأنه قد جمع كلها في القرط كما ستراه عند كلامنا على نسخة الكتاب.