للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعندما خرج من بغداد، رسولا للقائم إلى المعز اجتمع في طريقه مع أبى العلاء بالمعرة، وأنشده قصيدة لامية مدح بها صاحب حلب، فاعجب المعرى شعره وقبل عينه وقال: والله أنت من ناظم ". ووصل القيروان سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، فتقدم، بفضل آدابه، عند الكبراء، وعرف قدره العلماء والفقهاء. وهو اول من أدخل كتاب يتيمة الدهر للثعالبى عندهم. وشهد حصار القيروان، وخرج منها من أجل فتنة العرب واستيلائهم على البلاد، وتوجه إلى سوسة، وأقام بها عشر سنين. ثم رحل إلى الأندلس، فنزل بدانية، وعليها أبو الجيش، مجاهد العامري. ومن دانية، رحل إلى بلنسية، فلقى برا من أهلها، وعرفوا قدره، إلا أنه أسرع الخروج منها إلى طليطلة، وعليها المأمون بن ذى النون، فاستقبله، وأكرم مثواه، وأجزل له العطايا، وأجرى له ستين مثقالا في شهر واحد. وكان دخلها سنة ٤٥٤ هـ، وتوفي بها في نفس السنة، أو في العام المقبل بعدها كما قيل، فرثاه أبو محمد بن خليفة المصري.

وكان ابن السيد حديث السن عندما سمع منه شعر المعري، فقد ولد سنة ٤٤٤ هـ.

ووفد أبو الفضل على الأندلس في نحو ٤٥٤ هـ. فمعنى ذلك أن ابن السيد سمع منه في خلال المدة التي قضاها بطليطلة، " التي ل اتزيد من السنتين "، وهو في العاشرة أو الحادية عشر من عمره.

وكان أببو الفضل البغدادي من الشعراء المجيدين، وهو القائل في جارية تبخترت بالند: " الطويل "

ومحطومة المتنين مهضومة الحشى ... منعمة الأرداف، تدمى من اللمس

إذا ما دخان الند من جيبها علا ... على وجهها، أبصرت غيما على الشمس

ومن فرائد شعره، قوله:

ياليل ألا انجلت عن فلق ... طلت، ولا صبرلى على الأرق

جفا لحاظى التغميض فيك، فما ... تطبق أجفانها، على الحدق

كأننى صورة ممثلة ... ناظرها الدهر، غير منطبق

[تلاميذ ابن السيد]

تلاميد ابن السيد يكثر تعدادهم ويطول ذكرهم. وفيما يلي فهرس، لأسماء بعضهم على ترتيب أبجدي، مع ذكر المراجع لتراجمهم:

ابراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو إسحاق الأنصارى الغرناطى المتوفي ٥٧٩ هـ " ابن البار ١١٨٩ ".

ابراهيم بن خليفة بن أبي الفتح، أبو اسحاق القضصاعى المتوفي قبل الأربعين وخمسمائة " ابن الأبار ١١٧٧ ومعجمة في أصحاب الصدفى ص ٦٢ ".

ابراهيم بن محمد بن ابراهيم، أبو اسحاق الخزرجي التطيلى. من الراحلين إلى المشرق، " ابن الأبار ١١٩١ ".

ابراهيم بن محمد، أبو اسحاق اللخمى السبتى، المعروف بابن المتقن، من الراحلين إلى المشرق، السامعين من السلفى " ابن الأبار ١٢١٣ ".

أحمد بن جبير، الكناني المتوفي ٥٥٢هـ والد ابن جبير الرحالة المشهور كان من الكتاب الشعراء الوزراء، " ابن الأبار ١٧٧ ".

أحمد نبن جعفر بن عبد الله، أبو محمد المعافرى، البلنسى، المتوفي ٥٤٨ هـ من قضاة الأندلس النابهين، " ابن الأبار ١٦٩ ".

احمد بن عبد الرحمن بن أحمد، أبو بكر البلنسى، المتوفي سنة ٥٨٣ هـ، وقد ذكره ابن الأبار فقال: وكتب عاما كثيرا، حتى انفرد بالرواية عن البطليوسى، فكان آخره الرواة عنه بالسمع " ابن الأبار١١٠٥ وانظر ابن الفرضى ت ٥٣٨ لترجمة جده الأعلى ".

احمد بن عبد العزيز بن الفضل، أبو العباس الوراق الأنصاري الشريونى القيس، المتوفي ٥٧٢ هـ " ابن الأبار١٩٦ ".

أحمد بن الفرج أبو عامر التجيبى البلنسى، صاحب " المجمل في العروض " من العلماء الأدباء، والشعراء الرؤساء، " ابن الأبار١٦١ ".

أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، أبو العباس الأنصاري، المعروف بابن البراذعى " ابن الأبار١٨٣ ".

أحمد بن محمد بن عبد الله أبو العباس الأنصاري المقرئ، المعروف بابن اليتيم، المتوفي ٥٨١هـ " ابن الأبار ١١٠٣ وغاية النهاية ١١٢١ ".

أحمد بن محمد، أبو بكر الأنصاري البلنسى، من الملازمين لأبن السيد، الآخذين عن أبى الطاهر السلفى " ٥٧٦هـ "، " ابن الأبار١٦٠ والسلفى ص ٢٨ ".

أحمد بن محمد بن عيسى، أبو العباس التجيبى، الأقليش الزاهد، المتوفي سنة ٥٥٠هـ، من الأدباء الشعراء الراحلين إلى المشرق، ولآخذين عن علمائه الراوين لشعر ابن السيد البطليوسى. " وترجمته عند ابن الأبار ١٧٥ ونفح الطيب ١٨٧٢ والسلفى ص ٢٤، و ٢٥ ".

<<  <   >  >>