للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالأبناء نعمة ومنَّة ربانية عظيمة، وهبة وعطية من الله تعالى جليلة، وهم زينة الحياة الدنيا وبهجتها، وهذه النعمة ذات أثر عظيم على بني آدم، فهي تلتقي مع فطرتهم وغريزتهم وجبلتهم، ولا يتم السرور والبهجة والسعادة بهذه النعمة أبدًا إلا إذا أحسن الوالدان التربية الصالحة والتنشئة الطيبة للأبناء ليصبحوا قرةَ أعين لوالديهم في الدنيا ويوم الدين.

وهم الأكباد التي تمشي على الأرض:

وإنما أولادنا بيننا … أكبادنا تمشي على الأرض

لو هَبَّتِ الريح على بعضهم … لامتنعت عيني من الغمض (١).

ثانيًا: في الآخرة: الانتفاع بدعاء الولد الصالح:

- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (٢).

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أو ولد صالح يدعو له»، (الولد الصالح) هو: البارُّ بهما.

والولد البارُّ الذي يدعو لوالديه هو من الأعمال الصالحة التي تجري للوالدين بعد مماتهما، وتقرّ به أعينهما في اللحود والظلمات، يوم يغشاهما منه صالح الدعوات وهما في القبور بيت الوحدة والوحشة والدود، يذكرهما بدعواتٍ صالحات، ينعّمهما بها الكريم المنانُ، وتقرّ به أعينهما في الموقف بين


(١) البيت للشاعر: حِطّان بن المُعَلَّى الطائي، هو شاعر إسلامي، عاش في صدر الإسلام، ولا نعرف تاريخ ميلاده ولا تاريخ وفاته، لأنّ مؤرخي الأدب أغفلوا ذلك، ولكننا نعرف أنه افتقر بعد غنى، وذلَّ بعد عزّ، رابطة أدباء الشام، بتصرف.
(٢) مسلم، كتاب الوصية: باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته (١٦٣١).

<<  <   >  >>