يُعدُّ المسجد أبرز وأهم المؤسسات الاجتماعية التربوية التي ارتبطت بالتربية الإسلامية ارتباطًا وثيقًا منذ صدر الإسلام نظرًا لعددٍ من العوامل التي أدت في مجموعها إلى ذلك الارتباط والتلازم؛ لا سيما وأن المسجد لم يكن في المجتمع المسلم الأول مجرد مكان لأداء العبادات المختلفة فحسب؛ بل كان أشمل من ذلك، فالمسجد يتميز بأنه بيت من بيوت الله -سبحانه وتعالى-، وقد أضاف الله -عز وجل- المساجد إليه سبحانه إضافة تشريف وتكريم، وفي ذلك إشارة إلى أهميتها ومكانتها، وأهمية دورها التربوي في ضوء منهج الله، وفي التعرف على الله -عز وجل- وفي الحثّ على السير إلى رضوانه -سبحانه وتعالى- وسلوك طريقه -جل وعلا- فالله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (١٨)} [الجن: ١٨].
وللمسجد دور كبير في جميع مجالات الحياة في العبادة، والعلم، والدعوة، والأخلاق، والمعاملات، والفتوى، والسلم، والحرب، واستقبال الوفود، وإعلان السياسة العامة للدولة.
فقد كانت رسالة المسجد مهمة وخالدة، وسامية، لأنها رسالة الإسلام، فقد اقترن بناء الدولة الإسلامية ببناء المسجد، لأنه يتمتع بمكانة رفيعة في نفوس المسلمين، لقد كان مسجد رسول الله في المدينة هو النواة الأولى والمركز الرئيس لإقامة الدولة الإسلامية، فقد جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بناءه وتأسيسه إيذانًا