٢ - ومنها: ما يكون فيه تشبيه معقول بمحسوس أكثر وضوحًا:
وهو المعروف بالمثل القياسي وهو سرد وصفي أو قصصي أو صورة بيانية لتوضيح فكرة ما عن طريق التشبيه والتمثيل، ويسميه البلاغيون: بـ (التمثيل والتركيب) فإنه تشبيه شيء بشيء لتقريب المعقول من المحسوس، أو أحد المحسوسين إلى الآخر، أو قياس أحدهما بالآخر لغرض التأديب والتهذيب أو التوضيح والتصوير، أو الإقناع العقلي وإقامة الحجة، وهذا النوع فيه إطناب إذا قورن بسابقه، ويجمع بين عمق الفكرة وجمال التصوير، والمقارنة بين المثل ومثله.
ومن أمثلة هذا النوع في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٩)} [النور: ٥٩]، وهي كثيرة في القرآن، وآثار هذا النوع التربوية أظهر وأعم من سابقه، فهي أعمق تأثيرًا وأجلى تصويرًا، ويمكن تقسيم هذا النوع إلى قسمين:
أ- التشبيه التمثيلي: الذي فيه المثل والممثل و الممثل به، وأمثلته ما سبق ذكره من التنزيل الحكيم.
ب- التشبيه الضمني: وهو ما يلمح فيه التشبيه التمثيلي من السياق دون التصريح بذكر المثل والممثل و الممثل به، ومن أمثلته المذكورة في القرآن الكريم قوله تعالى:{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الحشر: ٢١].