ومثال آخر يتبين من خلاله كيف كان صلوات الله وسلامه عليه يغرس التوحيد ولوازمه في عقول وقلوب الناشئة، ويربيهم عليه، ويتعهدهم به.
فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا فقال:«يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلَّا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلَّا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف»(١).
هذا، ومن لوازم توحيد الألوهية وهو (توحيد العبادة) مما ينبغي للآباء والمربين غرسه في قلوب الناشئة:
* تجنب كل ما ينافيه من الأعمال الشركية كالحلف بغير الله، والاستعانة والاستغاثة بغير الله، والذبح والنذر والتوكل وطلب المدد واعتقاد أن غير الله يتصرف في الكون كائنًا من كان ملكًا مقربًا أو نبيًّا مرسلًا أو وليًّا صالحًا، وكل ما هو من خصائص الألوهية مما يدخل في مسمى العبادة لا يُصرف إلا لله وحده لا شريك له، لا إله غيره ولا ربّ سواه، ولا معبود بحق إلا هو، بيده ملكوت كل شيء وهو الواحد القهار.
ثانيًا- تربيتهم على الأخلاق الإسلامية والآداب الشرعية:
إن من أهم الجوانب التي يجب أن يُولِيها الأبوان الرعاية والعناية والاهتمام، جانب تربية الأبناء منذ الصغر على مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات عمليًّا.
(١) رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة حديث (٢٥١٦)، وأحمد في مسند بني هاشم حديث (رقم: ٢٥٣٧).