للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ذكر ابن جرير الطبري -رحمه الله- بأسانيده عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} [آل عمران: ١٠٣]، قال: «الجماعة» (١).

وفي بيان مفهوم الجماعة يقول ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: «أهل السنة والجماعة المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبما كان عليه الصدر الأول من الصحابة والتابعين، وأئمة المسلمين في قديم الدهر وحديثه» (٢).

[وسموا بالطائفة المنصورة]

وهو مأخوذ من وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم بذلك في أحاديث عدة، منها: ما رواه معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرُّهم من خذلهم، أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» (٣).

فكل من تمسك بالأصول الثابتة في الكتاب والسنة والإجماع وسار على نهج السلف الصالح عقيدة ومنهاجًا وشريعة فهو من أهل السنة والجماعة كائنًا من كان.

قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: «من قال بما تقول به جماعة المسلمين؛ فقد لزم جماعتهم، ومن خالف ما تقول به جماعة المسلمين فقد خالف جماعتهم، التي أُمِرَ بلزومها» (٤).


(١) الطبري (٧/ ٧١).
(٢) ابن كثير: أبو الفداء إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، دار الفكر، بيروت، (١٤٠١ هـ) (٣/ ٤٣٤).
(٣) مسلم في صحيحه (٣/ ١٥٢٤) (برقم: ١٠٣٧).
(٤) الشافعي: أبو عبد الله محمد بن إدريس، الرسالة، تحقيق: أحمد محمد شاكر، القاهرة، (١٣٥٨ هـ/ ١٩٣٩ م) (ص ٤٧٥).

<<  <   >  >>