في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«أتدرون من المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال:«إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه؛ أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار»(١).
وإن تربية الناشئة على هذا يجعلهم أعضاء صالحين في المجتمع يكثر خيرهم ويقل شرهم ويعم النفع بهم.
[ج- حب الله تعالى وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم-]
يجب أن يُربى الولد منذ نعومة أظفاره على حب الله -سبحانه وتعالى- وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، كي يكون قوي الإيمان صلب الإرادة لا يتزعزع في الفتن ولا يضطرب إبان المحن، وحب الله وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم- الحب الحقيقي يقتضي الاستمساك بالدين، بالإخلاص لله تعالى والاتباع لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وهما شرطا قبول العمل والعاصم بإذن الله من الزلل، قال الله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[آل عمران: ٣١].
والاتباع هو اقتفاء هدي القرآن والاقتداء بسيد الأنام -صلى الله عليه وسلم- والحذر من الابتداع في الدين، وفي حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من
(١) رواه مسلم في كتاب البر والصلة (٢٥٨١)، واللفظ له، والترمذي في كتاب صفة القيامة (٢٣٤٢)، وأحمد في مسند المكثرين (٧٦٨٦).