والتربية الإسلامية تستمد منهجها من الوحي الإلهي (الكتاب والسنة)، ومما استنبطه العلماء المسلمون من هداياتهما، وهي تدعو إلى توحيد الله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وإلى اتباع رسله الكرام -عليهم السلام-، وإلى مكارم الأخلاق، وإحقاق الحق وإبطال الباطل، ورفع الظلم عن المظلومين، وصلة الأرحام، وإلى نشر البر والخير بين الناس، والدعوة إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإلى كل فضيلة وكمال، وتصبغ الأمة بالصبغة الربانية المتكاملة التي أوحاها الله إلى رسله الكرام -عليهم السلام- وأمرهم بتبليغها لعباده كاملة تامة دون زيادة أو نقصان، قال تعالى:{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ}[البقرة: ١٣٨].
لقد كان التزام المسلمين الأوائل بهذه الصبغة المتكاملة خير دعاية عملية لدينهم ومبادئهم، مما جعل شعوب الأرض يدخلون في دين الله أفواجًا، وفتح الله لدينهم ولثقافتهم وأخلاقهم قلوب العباد قبل فتح الأمصار والبلاد.
[٤ - الثبات والمرونة: الجمع بين الثبات والمرونة.]
من أَجَلِّ وأجلى مظاهر «الوسطية»، التي تميزت بها رسالة الإسلام، وبالتالي يتميز بها المجتمع المسلم عن غيره: التوازن بين الثبات والتطور، أو (الثبات والمرونة).
فهو يجمع بينهما في تناسق مبدع، واضعًا كُلًّا منهما في موضعه الصحيح.
الثبات فيما يجب أن يخلد ويبقى، والمرونة فيما ينبغي أن يتغير ويتطور دون المساس بالثوابت الشرعية أو الأصول المرعية؛ بل تمشيًا مع القواعد الكلية للشريعة الإسلامية وعملًا بأصولها وتحقيقًا لصلاحها لكل زمان ومكان، وهذه