للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحتمل ذلك بأن ينشئه على أخلاق صلحاء المؤمنين، ويصونه عن مخالطة المفسدين، ويعلمه القرآن والأدب ولسان العرب، ويسمعه السنن وأقاويل السلف، ويعلمه من أحكام الدين ما لا غنى عنه، ويهدده ثم يضربه على نحو الصلاة وغير ذلك: خير له من أن يتصدق بصاع؛ لأنه إذا أدبه صارت أفعاله من صدقاته الجارية، وصدقة الصاع ينقطع ثوابها، وهذا يدوم بدوام الولد، والأدب غذاء النفوس وتربيتها للآخرة، كما أمرنا -سبحانه وتعالى-: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: ٦]. فوقايتك نفسك وولدك منها أن تعظها وتزجرها بورودها النار وتقيم أودهم بأنواع التأديب، فمن الأدب الموعظة والوعيد والتهديد والضرب والحبس والعطية والنوال والبر، فتأديب النفس الزكية الكريمة غير تأديب النفس الكريهة اللئيمة» (١).

[ومن هذا المنطلق تبين الدراسة صفة التعامل مع الأبناء حال التمرد والعصيان]

أولًا-الابن الصغير:

أما الصغير: فيأخذه بالحزم والشِّدة إذا لم يُجْدِ معه اللين والرِّفق والتلطف والنصح والتوجيه والمعاملة بالتي هي أحسن، ويكون ذلك باللوم والعتاب والتوبيخ وبإظهار عدم الرضا عن سيئ فعاله، بتقطيب الوجه أمامه أحيانًا، ومخاطبته بلهجة ونبرة صوت مختلفة عن حال الرضا، والإعراض عنه أحيانًا،


(١) فيض القدير (٥/ ٢٥٧).

<<  <   >  >>