للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن القيم: «أخبر سبحانه أن الرفعة عنده ليست لمجرد العلم وإنما هي باتباع الحق وإيثاره وقصد مرضاة الله -سبحانه وتعالى-، فإن كان هذا من أعلم أهل زمانه ولم يرفعه الله بعلمه ولم ينفعه به، فنعوذ بالله من علم لا ينفع» (١).

٨ - يفيد هذ الأسلوب أيضًا في تقويم المسالك، وإصلاح النفوس، وصقل الضمائر، وتهذيب الأخلاق، وتنمية الفضائل السامية.

٩ - وفي ضرب الأمثال مجالٌ رحب أيضًا للمكلف فهو يتيح له الغوص في غور الأمثال واستلهام العبر وتنزيلها على ما يعايشه، والاستفادة منها لحاله التي لا يعايشها ويعرف حقائقها أحدٌ مثله من البشر.

١٠ - قد يكون الحديث المباشر في بعض الشؤون أحيانًا يسبب حرجًا أو شيئًا من الحساسية للمتحدث، فإذا اتجه لهذا الأسلوب استطاع الوصول إلى هدفه، وإفادة المُخَاطَبِينَ عن طريق المربين- بضرب الأمثال.

١١ - واستفادة المربي من هذا الأسلوب، يربطه بأحسن الأمثال المضروبة وهي أمثال القرآن والسنة، مما يربط المربي بالقرآن والسنة ويعايشهما «مع فهمها وتدبرها والإدراك الشامل لأهداف القرآن الكريم وأسلوبه في التأثير والتغير» (٢).

رابعًا- أسلوب التربية بالقصص القرآني:

تمثل القصة القرآنية أسلوبًا فعالًا من أساليب التربية الإسلامية بما لها من


(١) ابن القيم: محمد بن أبي بكر (١٤٠٦ هـ) الأمثال في القرآن -طنطا- مكتبة الصحابة (ص ٣٠).
(٢) البيانوني -مرجع سابق- (١٤١١ هـ) (ص ١٤٩). (ص ١٤١/ ١٤٤)، وينظر: السلمي -مرجع سابق- (١٤٥ - ١٤٧) بتصرف.

<<  <   >  >>