للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفجور، ويورث القوة والعزة في المؤمنين، ويذل أهل المعاصي والأهواء، وترغم أنوف المنافقين (١).

وبهذه الفريضة تقام الملة والشريعة ويحفظ الدين ويعلو الحق وينتشر العدل ويرفع الجور والظلم بين العباد، فتزول كل عوامل الشّرّ والفساد وتثبّت كل معاني الخير والصّلاح في الأمّة، ويبعث الإحساس بمعنى الإخوة والتكامل بين المؤمنين، فيُشد ظهر المؤمنين وتقوى عزائمهم وتُرغم أنوف المنافقين وتضعف معنوياتهم، ويُمَّكن لهذه الأمة في الأرض وتنتصر على أعدائها، ويُدفع عنها العقوبات وتنجو من عذاب الله، وينتفع الخلق وتقام الحجة عليهم، وتستنزل الرحمة من الله تعالى، وتصلح حياة الأمة بجميع جوانبها (٢).

أولاً- تربية الأبناء وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

إن تربية الأبناء لا بد أن تكون كاملة الأركان شاملة كل جوانب التربية، وهذا ما عناه لقمان في موعظته لولده، فبعد أن أسس فيه أعظم الجوانب ألا وهو جانب التوحيد وهو حق الخالق سبحانه وهو أعظم الحقوق، جاءت الوصية بأعظم الحقوق بعد حق الله ألا وهي الوصية بالوالدين، ثم جاءت بعد ذلك الوصية بمراقبة الله حتى يعظم الله في قلبه وتتحقق خشيته والخوف منه سبحانه، ثم تلتها الوصية ببيان سعة علمه سبحانه واطلاعه على خلقه ليكتمل البنيان، وبعد ذلك تهيأ لأن يعبد الله حق عبادته فجاء الأمر بالصلاة، ثم ينتقل لقمان في


(١) ينظر: شعاع من المحراب (١/ ٥٧) د/ سليمان بن حمد العودة.
(٢) حكمة الشارع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قُدم لندوة تقوية الإيمان وزيادته (الدورة السابعة) المنعقدة بجامعة الإيمان بتاريخ ٦ - ٨/ جماد أولى/ ١٤٣١ هـ، الموافق ٢٠ - ٢٢/ إبريل/ ٢٠١٠ م. (ص ٢٨).

<<  <   >  >>