للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المظهر الأول: اختيار الزوجين.]

إن الأسرة هي الرابطة بين الرجل والمرأة والأولاد وهي أساس بناء المجتمع المسلم.

ولتكوين هذه الأسرة لا بد من زواج مبني على أساس متين ودعائم إيمانية صحيحة لإنشاء جيلٍ واعٍ راشدٍ مستخلف في الأرض. ويبدأ هذا الزواج باختيار الزوجة الصالحة.

والزواج آية من آيات الله تعالى: يقول الله تعالى مبينًا أن حقيقة الرجل والمرأة إنما هي من نفس واحدة: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: ١]، وإذا كان كلاهما من نفس واحدة فلا بد أن يبحث الرجل عمن يكمله من النساء، وكذلك المرأة تفعل حتى ترتبط بمن يكملها من الرجال، إذ لا يكتمل أيهما إلا بوجود صاحبه، وهذا الارتباط الفطري بين الرجل والمرأة هو من آيات الله في الخلق الدالة على قدرته وعظمته، فبهذا الرباط تستمر الحياة ويجد الإنسان سكينته وطمأنينته في هذه الحياة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١)} [الروم: ٢١].

<<  <   >  >>