يدي الملك الديان، وإذا تأملنا كلَّ ذلك نجده ثمرة طيبة لتربية حسنة طيبة، كذلك {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ}[الأعراف: ٥٨]، أما الولد غير الصالح إذا كان لم يهتم بإصلاح نفسه وتزكيتها وحملها على طاعة الله تعالى، فهل سيهتم بوالديه برًّا ودعاءً؟ وكذلك {وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا}[الأعراف: ٥٨]، وفيه إشارة إلى أنه من أراد أن ينتفع بدعاء ولده له بعد الممات، فليحسن تربيته في حياته قبل الحسرة والفوات.
يجمع الله بين الآباء والأبناء الصالحين في الجنة في الدار الآخرة.
قال ابن كثير -رحمه الله-: «يخبر تعالى عن فضله وكرمه، وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه: أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان يلحقهم بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا عملهم، لتقر أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يُرفع الناقصُ العملَ، بكامل العمل، ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته، للتساوي بينه وبين ذاك; ولهذا قال:{أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}[الطور: ٢١]»(١).