للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[هجر الولد والتلميذ]

إذا رأى الولي أو المعلم عدم جدوى نفع تأديب الولد بوسيلتي الوعظ والتوبيخ، فإنه يحق له -حينئذٍ- هجر الصبي بالإعراض عنه، وعدم الكلام معه، إذا ظن أن الهجر يصلحه.

فمن الصبيان من يتأثر بإعراض الولي أو المعلم عنه تأثرًا بالغًا (١) أكثر من تأثره بالتوبيخ والتعنيف، وذلك حينما يرى والده أو معلمه يبش في وجه إخوته ويعبس في وجهه، ويخاطب زملاءه ويعرض عنه، فيكون ذلك رادعًا له عن الاستمرار في الخطأ.

- قال ابن جماعة (٢) -رحمه الله- في شأن تأديب الصبي المتعلم: «فإن لم ينته


(١) ينظر: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (٢/ ٦٠٤).
(٢) هو: الشيخ الإمام بدر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر الكناني نسبًا، الحموي مولدًا، الشافعي مذهبًا. مولده: ولد بحماة سنة (٦٣٩ هـ) شيوخه: كثيرون وقد بلغ عددهم في مشيخته التي خرّجها البرزالي أربعًا وسبعين شيخًا منهم امرأة واحدة.
عقيدته: قال الإمام الذهبي في ترجمته لبدر الدين بن جماعة: «وهو أشعري فاضل». قلت: قد ألف بدر الدين بن جماعة بعض الكتب على مذهب الأشاعرة ومنها كتابه «إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل» ذكر فيه ثلاثين آية من الآيات الواردة في الصفات وأوّلها على مذهب الأشاعرة. كما ذكر أيضًا ثلاثين حديثًا صحيحًا من الأحاديث الواردة في الصفات وأوّلها على مذهب الأشاعرة خلافًا لما عليه أهل الحق (السلف الصالح أهل السنة والجماعة). ومن الصفات التي أوّلها: الاستواء، والعلو، والنزول، والوجه، واليد، والعين، والساق، والغضب، والرضا، والفرح، والمحبة، والضحك، والتعجب، وغير ذلك. وفاته: توفي -رحمه الله- سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة وله أربع وتسعون سنة وشهرًا. … =
= ينظر: البداية والنهاية (١٤/ ١٦٣)، وذيل تذكرة الحفاظ (١٠٧)، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبه (٢/ ٢٨٠).
وينظر: بدر الدين بن جماعة بتخريج علم الدين البرزالي (١/ ٤٠)، ومعجم الشيوخ للذهبي (٢/ ١٣٠)، وينظر: الشذرات لابن العماد (٦/ ١٠٥)، وإيضاح الدليل (ص ١٠٣، ١١٧، ١٢٤، ١٢٧) وغيرهما.

<<  <   >  >>