للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعًا: تقديم ذوات الأبكار:

ويقدم اختيار البكر على الثيب؛ استجابة لتوجيه النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- أولًا، ولما لها من خصال ليست للثيب ثانيًا، وفي ذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهًا، وأنتق أرحامًا، وأرضى باليسير» (١).

وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتزوجت؟» قلت: نعم، قال: «بكرًا أم ثيبًا؟» فقلت: ثيبًا، قال: «أفلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟» (٢).

[ب-أسس اختيار الزوج]

الخلق والدين أولًا:

وإذا كان اختيار الزوجة الصالحة من أهم عناصر بناء الأسرة المسلمة، فإن اختيار الرجل الصالح أكثر أهمية؛ لما يترتب على سوء اختيار الرجل من معاناةٍ للمرأة الضعيفة وهضمٍ لحقوقها، وضياعٍ للأولاد الذين يصبغون بصبغة آبائهم غالبًا، ويفهم هذا من قوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} [البقرة: ٢٢١]، ففي هذه الآية الكريمة بيانُ أن التفاضل يكون في الإسلام أولًا، وفي الآية التالية في سورة الحجرات بيانُ أنّ التفاضل بين المسلمين يكون بالقرب من الله والتقوى، يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: ١٣].


(١) أخرجه ابن ماجة في سننه (١٨٦١)، وحسنه الألباني في الصحيحة (٦٢٣).
(٢) رواه البخاري (٥٠٥٢)، ومسلم (٧١٥).

<<  <   >  >>